ألم في قلب الرسول

21
ألم في قلب الرسول
9: 1- 5

حاول بولس، في الرسالة إلى رومة، أن يعبّر عن سرٍّ كان شاهداً له: كيف أن أناساً دعاهم الله منذ زمن بعيد، في العالم اليهوديّ، صاروا خارج الموعد مع يسوع؟ وكيف أن أناساً جاءوا من العالم الوثنيّ، شاركوا في الإيمان بيسوع المسيح؟ هذه الخبرة جاءت تُعارض المبدأ القائل: «اليهود أولاً ثم الوثنيّون» (1: 16؛ 2: 9- 10). هذا المبدأ يعود إلى يسوع الذي قال للسامرية، على البئر: «الخلاص يجيء من اليهود» (يو 4: 22؛ رج مت 10: 5- 6). وقد سارت عليه الكنيسة الأولى كما قال سفر الأعمال مراراً (2: 22- 23؛ 3: 13- 14؛ 10: 36- 37؛ 15: 13 ي). غير أن شهادة الروح الحيّة في الكنيسة (أع 15: 6- 12) ورفض اليهود للانجيل، أعطيا الرسالةَ وجهة جديدة، وطبعا قيامةَ الربّ بطابع الشموليّة. وهكذا نكون أمام سرّ، يحاول بولس أن يشرحه. وإذ يرى اخوتَه يرفضون الانجيل، يحسّ بالألم في قلبه فيقول: «لو كنت محروماً... من أجل اخوتي»! ونقرأ نصّ الرسالة:
(1) أقول الحقّ في المسيح ولا أكذب. فضميري شاهد لي في الروح القدس (2) أنّي حزين جداً وفي قلبي ألم لا ينقطع. (3) وأني أتمنّى لو كنت أنا ذاتي محروماً ومنفصلاً عن المسيح في سبيل إخوتي، بني قومي في الجسد. (4) هم بنو اسرائيل الذين جعلهم الله أبناءه، ولهم المجد والعهود والشريعة والعبادة والوعود، (5) ومنهم كان الآباء وجاء المسيح في الجسد، وهو الكائن على كل شيء إلهاً مباركاً إلى الأبد. آمين.

1- سياق النصّ
من الواضح أننا لا نستطيع أن ننادي بيسوع المسيح لأناس لم يُعدّوا لاستقباله. فيجب أولاً قطعُ كل علاقة بالأصنام التي يبنيها الانسان لنفسه، لكي يُموِّه عن خوفه من الموت أو ليدلّ على رغبته في الخلود. وإن شعب اسرائيل عرف أن يتخلّى عن العجل الذهبيّ الذي عرفه في البرية، وما أراد له في مسيرته، سوى تذكّر الخروج، وعهد سيناء، وعمود الغمام فوق تابوت العهد كشاهد لمجد الله الذي يرافق شعبه. فعمل الانتصار الذي قام به هذا الاله الذي تجلّى الآن في التاريخ، وعطيّة الأرض، وضعاً حداً لآمال جُعلت في القمر وهو هلال أو بدر، في الشمس والماء، في البغاء المكرّس، في التدرّج المرتبط بنشأة الكون (كوسموغونيا)، في ليتورجيات عالم منغلق على الانسان (وغير منفتح على الله) الذي يُسقط رغباته فيحسبها واقعاً يستند إليه.
أ- الاستعداد لتقبّل الانجيل
حين أُعلن الانجيل حيث نقصت هذه التهيئة، بدا يسوع وكأنه إله في مجمّع الآلهة، أو بطل سطرة جديدة تجسّدت في العالم. أما في شعب اسرائيل، فكان استعداد أفضل لتقبّل يسوع. ونقول الشيء عينه وإن بدرجة أدنى: كانت تهيئة لدى وثنيين تأثّروا بالفلسفة فانتقلوا من عالم الميتولوجيا إلى الحياة اليوميّة، لم يعرفها أناس ظلّوا متعلّقين بالاصنام وبعباداتها.
غير أن استعداد شعب اسرائيل لتقبّل يسوع، لم يتوقّف عند عبرة الخروج، بل وصل إلى خبرة المنفى وضياع كل شيء. فبعد أن تخلّى عن سَجن الله في عالم السطر، سجنه في التاريخ واعتبر أن المعيار الوحيد لحضور الله هو النجاح اليومي وتحرّر الانسان. فجاء المنفى يعارض ما قاله الخروج. فرغم الاصلاح الذي قام به يوشيا في خطّ سفر التثنية، جاء الفشلُ بعد الفشل. وما استطاعت الخطيئة أن تشرح هذه الهزيمة، لأن الشعب حاول في ذلك الوقت أن يعيش الأمانة لله، كما لم يفعل مرّة في تاريخه. فوجبت العودةُ إلى السطر فنعبد الاله المنتصر، أو نظنّ أن الخطيئة والعهد هما فوق مقدور الانسان.
في أي حال، وجب على المؤمنين أن لا يسجنوا الله في التاريخ، ويعيدوا النظر كلياً في تاريخ العهد، من ابراهيم إلى أيامنا، مروراً بموسى وبسيناء. وهكذا وضح لهم أن نظرتهم كانت ضيّقة، فانفجر التاريخ، وما عادوا يقتربون من الله إلاّ في محاولات نأخذها معها لئلاّ نسجن الله في محاولة دون أخرى، فنجعله صنماً من الأصنام التي كانت تملأ هذا الشرق.
ب- عودة إلى ابراهيم
وهكذا نفهم أن يكون بعضُ الصوفيّين اليهود في زمن المسيح، قد اعتبروا ابراهيم أعظم من موسى. فقبل سيناء والخروج، هناك إيمان عاشه ابراهيم قبل أن تعلن الوصايا العشر. وجاء التاريخ اللاحق يتجذّر في استحقاقات ابراهيم. وقالوا أيضاً إن مياه الشريعة التي شربوها من صخرة البرية، فاضت على جميع الشعوب، بعد أن ارتوت القبائل الاثنتا عشرة، ثم اجتمعت في نهر صبّ في البحر وغمرَ العالمَ كله. إذا كانت الشريعة كذلك في أصل العالم، لأنها وحدها تعطي الحياة معناها، فقد انفجرت على حدود التاريخ وأُعطيَتْ للوثنيين كما أعطيت لنا (= يهود). ولكن هذا القول قدّم هو أيضاً فرضيّة من فرضيّات الانسان حول الله. فلا بدّ أن ننفيها سريعاً، لئلاّ نسجن الله في لغتنا البشريّة.
ج- فرضيّة الإيمان
ولكن لماذا استعاد بولس هذه الفرضيّة وجعلها يقين إيمان؟ لأنه اعتقد، بعد اليوم، أن كل حقيقة تصل إلينا في وجه المسيح، في موته وقيامته، وفي الكنيسة التي لم يعد يميّزها عن المسيح، بعد خبرته على طريق دمشق. وهذه الحقيقة عن الله لا تُحصر في وجه بشريّ، كما كان الأمر مع موسى وجبل سيناء. ولكن بقدر ما أعترفُ بالقيامة، لا كفرضيّة، بل كحقيقة ويقين، في يسوع المسيح، أعرف أن هذا الوجه البشريّ (الذي لا يريد بولس أن يعرفه حسب الجسد، 2 كور 5: 16) هو لغز أو هو إيقونة السرّ شفّافة.
فكيف أحلُّ رمز هذا السرّ، إذا كنتُ ما قمتُ بعد من بين الأموات، إذا كنت لم أصبح بعدُ مسكناً لهذا السرّ؟ «الروح ينضمّ إلى روحنا لكي يهتف: ''أبّا، أيها الآب''»! هو يساعدنا فننظر إلى هذا الوجه الايقونة، ويضع على شفاهنا كلمات الصلاة. عندئذ يُولد من هذه المشاركة يقينُ الايمان. فعلى وجه المسيح هذا، وعلى وجه الكنيسة، استطاع بولس أن يقرأ يقينَ الايمان ما اعتبره حتّى ذلك الوقت مجرّد فرضيّة. هذه الفرضيّة صارت بالنسبة إليه حقيقة إيمانيّة نصل إليها فقط في صرخة مؤلّفة من ألفاظ نحلّ رموزها على وجهه، ومن روح ذاك الذي يتمتمها فينا قبل أن نتلفّظ بها. فهو يعيد خلق شفاهنا لئلاّ يكون الكلام الذي نتفوّه به، تجديفاً ورفضاً (8: 9 ي).
د- اليهود والوثنيّون
على وجه الكنيسة سيجد بولس حلاً حلم به الصوفيون الفريسيون، كفرضيّة عن الله. فإن كانت الكنيسة مؤلّفة، في الواقع، من يهود ووثنيّين اهتدوا إلى المسيح، وإن كان جميع البشر يستطيعون أن يرفعوا معاً هذه الصلاة في الروح دون أن يتعرّضوا لسرّ الله، فهذا يعني أن الوثنيين، شأنهم شأن اليهود، قد تسلّموا الشريعة من أيام ابراهيم، بل من زمن آدم وقبل انشاء العالم. أما نعرف أن الشريعة تتجاوز حدودها التاريخيّة أو الجغرافيّة، فتتعدّى الزمان والمكان؟ واستعاد بولس في كتاباته هذا القول حين وقف أمام وجه الكنيسة (أف 1: 4؛ روم 5: 12- 22؛ 8: 22). فالعالم صُنع ليكون كنيسة يسوع المسيح، كنيسة لا تتماهى مع الله، لأن الله خلقها، بل كنيسة تستطيع أن تعيش في قلب الله، على مثال المسيح الذي دخل إلى حبّ الله في القيامة.
هذا يعني أننا وُلدنا للقيامة، وللعودة إلى الحبّ. ولكن إن أردنا أن نحيا الحبّ، انضممنا إلى الحريّة التي أساء آدم استعمالها. ومنذ الآن، نحن نولد ممزّقين. وثقلُ الماضي ورثناه من آدم والبشرية، كما نرث استحقاق ابراهيم وجميع المؤمنين.
هـ- سرّ شعب اسرائيل
وعلى ملتقى هذين السرّين، اللذين اكتشفناهما على وجه المسيح والكنيسة، يتجذّر فكرُ بولس حول سرّ شعب اسرائيل.
إذا كانت الشريعة، في سرّها، قد أعطيت لجميع الشعوب، لا لذاك الشعب الذي تسلّمها في حرفيّتها، فما هو دور شعب اسرائيل؟ هل انحصر في إعطائنا يسوع؟ أفي تقديم فرضيّة بين فرضيّات أخرى، تصبح يقيناً في يسوع؟ وما الذي حصل اليوم، أن يكون هذا الشعب رفض المسيح مع أنه كان أكثر من تهيّأ لاستقباله؟
نحن هنا أمام سرّين: سرّ فيه نتجاوز الحرف. وآخر نتجاوز فيه الخطيئة. هي كلمة يتلفّظ بها الله فتبقى سراً. وجواب يجب أن يكون حراً لكي يكون جواب محبّة، حيث يعطيه الروح. وهناك سرّ آخر، سرّ كنيسة حيث الوثنيّون واليهود يعيشون حياة الشركة.

2- نصّ الرسالة
أ- أقول الحقّ (9: 10)
منذ البداية، نلاحظ التوازي في الجملة: «أقول الحق». ثمّ «لا أكذب». ثمّ «في المسيح» و«في الروح القدس». هي حقيقة في المسيح سيقولها لنا الرسول. سبق وقلنا إن المسيح هو الموضع الذي فيه نكتشف سرّ الحقيقة. وإذا كان المسيح سراً لبولس، كما هو لنا، فكل كلمة تصبح شهادة ترافق وجداننا كما ترافق الروح الذي به وحده تلتقي مع السرّ ألفاظٌ نتفوّه بها.
هذان الجزءان اللذان يتوازيان في الجملة، يتكاملان لكي يفهمانا أن ما سيُقال يرتبط بالسرّ. لسنا أمام مجرّد تفكير عاطفيّ، فيه يتذكّر بولس أصوله. ولسنا أمام تحليل سوسيولوجيّ لوضع اسر ائيل، وكأننا نقوم بدراسة اجتماعيّة. فإذا أردنا أن ندرك السرّ، يجب أن نقترب منه، أي أن نُصغي للروح، ونحدّد موقعنا في المسيح.
ب- أنا حزين (9: 2)
ونجد في هذه الآية أيضاً توازياً، ولكن بشكل تعاكس، حلّ رموزَه بولسُ في شخصه. ففي المسيح، ينزل بولس إلى هذا العمق حيث يحتاج إلى الروح لكي يفهم السرّ. عند ذاك يتجرّأ فيبوح بتمزّق قلبه. ويدعو قرّاءه إلى العمق الذي وصل إليه. فذاك الذي انتقل إلى المسيح، لا يقدر إلاّ أن يسمع في صراخ ابناء دينه القدماء، نداء من ذاك الذي رذلوه وما زالوا يرذلونه. فهذا الصراخ وهذا الرفض يجدان مَداهما في كل كيانه، لأنهما كانا صراخه ورفضه من قبل، فعبّرا عن حسّه الدينيّ العميق، الذي وجد الجواب حين قال للربّ على طريق دمشق: ماذا تريد أن أعمل؟
لقد علم أنه لا يقدر أن يفعل شيئاً من أجلهم، بعد أن وعى أن كل ما حصل عليه هو نعمة ورحمة، وأنه لا يمكن أن نفرض جواب حبّ على نداء النعمة. وعلم أيضاً أن في المسيح، وفي هذا العمق الذي يكلّمنا الروح، حصلت خطوةٌ حاسمة جعلت بينه وبينهم هوّة عميقة ما زالت تتّسع.
إنه ما زال يتلفّظ بالكلمات التي كان يتلفّظ بها من قبل: البنوّة، المجد، العهد، العبادة، الوعد، الآباء. غير أن هذه الكلمات اتّخذت في المسيح وزناً آخر، فما عادت تدلّ على التجديف، بل على الخلاص الذي يقدّمه الله. ويعرف بولس أنه وجب عليه أن يمرّ في طريق دمشق، أن يمرّ في شهادة القيامة، لكي ينتقل من التجديف إلى السجود والعبادة. فكيف يتقبّل بنو اسرائيل نظرته إلى القيامة؟ بشهادة الشموليّة التي يقدّمها المسيح والكنيسة (روم 11: 11). أو هو يحتاج إلى موسى آخر يتشفّع أمام الله، ويستعدّ أن يعطي حياته من أجل أحبّائه.
ج- أتمنّى لو كنت محروماً (9: 3)
الحرم أو الانفصال عن الجماعة، هو أشنع قصاص تعرفه حياة القبيلة. فإن قُطع الانسان من قبيلته، وجد نفسه وكأنه حُكم عليه بالاعدام. كان موسى قد قال شيئاً مماثلاً بعد حادثة العجل الذهبيّ: «خطئ هؤلاء الشعب خطيئة عظيمة... فإما تغفر خطيئتهم أو تمحوني من كتابك» (خر 32: 31- 32). فرأى المعلّمون في هذه الصلاة استعداداً للموت شهيداً. وهكذا صلّى موسى وداود ويونان، لأنهم آمنوا باستحقاق الأبرار.
وبولس؟ كان لديه اليقين في المسيح أن الله يأخذ في عين الاعتبار، التشفّع الذي يقود إلى بذل الذات. وهكذا عبّر عن سرّ موت المسيح الذي صار لعنة لأجلنا (غل 3: 13؛ 2 كور 5: 21). لهذا استعدّ في حبّه لشعبه اسرائيل، أن يقدّم حياته. لقد قبل بولس أن يكون مفصولاً عن المسيح. هذا يعني استعداده لتضحية التضحيات وهو الذي قال: حياتي هي المسيح. ولكنه قال أيضاً: من يفصلني عن محبّة المسيح (8: 35)؟ وما معنى موت الرسول، ساعة سمح لنا موتُ المسيح بأن نرفض حبّه لأنه يحترم حرّيتنا؟
د- هم بنو اسرائيل (9: 4- 5)
يعود هذا الاسم إلى تك 32: 28؛ 48: 16. ساعة جعل الله نفسه بموازاة الازدهار والنجاح التاريخي اللذين يمنحهما لشعبه، برز شعب اسرائيل في تاريخ محدّد وجغرافيا معيّنة. ولكن مع المنفى، صار واقعُ اسرائيل سراً. هل ارتبط بأرض؟ والتين الصالح أليس البقيّة التي كانت في منفى بابل؟ وهل اسرائيل عِرق وإِتنية؟ ولكن سيأتي وقت يقبلون فيه المهتدين الجدد. رأى بولس في يسوع تتمّة المواعيد، وهكذا صار المسيحيّون اسرائيل المواعيد التي تمّت، ساعة لم يعد نسلُ اسرائيل جزءاً منهم (9: 6).
ولكن يستحيل أن نكتشف القلوب وسرّ الرفض، كما يصعب اكتشاف الأمانة لله. فالله الذي اختار شعبه وأعطاه المواعيد والعهود، هو الاله الأمين.
بل هو يأخذ بعين الاعتبار استحقاقات الآباء، كما يقول تعليم الفريسيين. فإن كان يعتبر هذه الاستحقاقات، فهذا يعني أنه يحفظ أمانته لنسل ابراهيم حتّى وإن صاروا أعداء الانجيل (11: 28). لا شكّ في أن مسألة استحقاقات الآباء تبقى سراً. ولكننا نكرز نحن أيضاً، في خط الفريسيين، باستحقاقات المسيح. ثم من يقدر أن يجعل من نفسه حكماً، ويحاسب الله حين الكلام عن أمانته؟
من جهة، إن نظرنا إلى الانسان وخطيئته، نقول: «كل نسل اسرائيل ليسوا أولاده». ولكن إن نظرنا من جهة الله ورحمته، يجب أن نقول: «هم أعداء حسب الانجيل. ولكن حسب الاختيار هم أحبّاء الله إكراماً للآباء» (11: 28). إذن، لا بدّ من التمسّك بالخطّين في انشدادهما، إن شئنا أن لا نحصر السرّ في مفهوم الاختيار والعرق، مع ما ينتج عن ذلك: هم رفضوا المسيح، إذن نستبعدهم!

خاتمة
لا بدّ من تحليل ألفاظ التبنّي والمجد والعهود والشريعة والعبادة والوعود والآباء، على كل مستويات مدلولها، قبل المنفى وبعده، في زمن الوعد وفي زمن تتمّة الوعد في المسيح. هذا ما لا نفعله الآن، بل نتركه لشرح موسّع. ونكتفي بتقديم المفارقة الكبيرة التي نقرأها في هذا النصّ. كان الشعب اليهوديّ أفضل من استعدّ لتقبّل المسيح، ومنه خرج يسوع بحسب الجسد. وهنا يظهر التمزّق. بدأ بولس فعدّد كل ما «يخصّ» شعب اسرائيل، وإن اتّخذت الألفاظ معنى آخر في المسيحيّة. وهو يُعلن الآن أن الانقطاع حصل. لم يعد المسيح ينتمي إلى اسرائيل على مستوى الوعد والشريعة... بل هو خرج منهم فقط بحسب الجسد، وهو يدعوهم إلى أفق المجد. وألمُ بولس منبعُه أن هذا النداء لم يُسمع، فصار شعب الوعد خارج الوعد الذي وجد كماله في المسيح، وشعبُ العهد خارج العهد الجديد والأبديّ الذي تمّ في دم يسوع على الصليب

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM