الخاتمة

الخاتمة
وهكذا انتهت مسيرتنا مع هذا الكتاب الذي عنوانه "سنة القبول الرضى". جاء في ثلاثة أقسام: بداية التاريخ البشري مع كلام عن الميلاد، عن السنة السابعة، عن البشارة، عن عمل يسوع لإعادة الإنسان إلى جماله الأول... وكان القسم الثاني: مسيرة يسوع برفقة الروح، مع كلام عن الاعفاء واليوبيل وتحرير يحمله الابن وحضور للرب ساعة يقترب المساء ويحلّ الليل. وجاء القسم الثالث رسالة من أجل السلام، مع كلام عن طريق السعادة، عن السنة السابعة وما فيها من تحريره، عن أعمال الله العظيمة في بداية الكنيسة، وهي أعمال لن تزال حاضرة حتى نهاية العالم.
مواضيع شئناها متنوّعة داخل كل قسم، لئلاّ تتقارب المواضيع فسيطر علينا الملل. مواضيع تتوسّع في ما عمله الربّ من أجل شعبه، في ما عمله يسوع خلال حياته على الأرض، وكل هذا من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا.
مواضيع قدّمناها في إطار واحد منذ البداية إلى النهاية، فتوخينا من هذا التقديم خلق أسلوب في الصلاة برفقة الكتاب المقدس. نقرأ النص، ندرسه، نفهمه. وبعد ذلك نصلّيه ونُدخله في حياتنا. هو أسلوب عرفته جماعات عديدة في العالم فسُمّي القراءة الربيّة، ونحن نحاول أن نطلقه، فالخطر مثلّث يتربّص بنا: أو نقرأ الكتاب ونتوقّف عند المعنى الحرفيّ ولا نخرج منه. أو نقدّم دروسًا أخلاقيّة وسيكولوجيّة تقدّم كل شيء ما عدا كلام الله. أو نجمع النصوص من حقبات مختلفة ناسين تربية الله للبشرية عبر الآباء والأنبياء قبل الوصول إلى يسوع، كلمة الله المتجسّد.
حاولنا أن نتجنّب هذه الأخطار. وما أردنا لكلمة الله أن تظلّ خارج حياتنا. نحن ننطلق من الكتاب فنصل إلى الحياة، وننطلق من الحياة فيصبح الكتاب شخصًا حيًا أمامنا، لا حرفًا ميتًا.
وفي النهاية، حاولنا أن نصلّي هذه النصوص قبل أن نقدّمها إلى المؤمن. وكل رغبتنا في أن يتابع كلّ واحد العمل الذي قمنا به هنا، فيخلق قراءة ربّية من نصوص أخرى تساعده على ما قال المجمع الفاتيكاني على أن يتغذى من مائدة كلمة الرب كما من مائدة جسده ودمه

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM