أعمال الله العظيمة

أعمال الله العظيمة
صلاة البدء
أيها الرب يسوع، أرسلت روحك فبدأت الكنيسة. انطلقت انطلاقتها وما زالت تحاول الوصول إلى جميع الشعوب فتحمل إليهم إنجيلك. لا تسمح أن تنغلق هذه الكنيسة على ذاتها، بل افتحها وأطلقها فتتعدّى اليهوديّة والسامرة لكي تصل إلى أقاص الأرض.
قراءة النصّ
نقرأ أع 2: 1- 13.
نتوقّف بعد القراءة ثلاث دقائق ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
- امتلأت الكنيسة من الروح القدس، فأخذت تكلّم الناس لغتهم. وهي الآن مدعوّة لكي تتوجّه إلى جميع الشعوب والحضارات. فما هو دورنا؟
- انطلقت الرسالة من أورشليم، حيث مات يسوع وقام. وبولس الرسول كرز بالصليب واعتبر القيامة أساس إيماننا. فما هو أساس رسالتنا؟
- في أيام لوقا عمّت البشارة البلدان العديدة من الشرق والغرب، من الشمال والجنوب. فسمعت الشعوب بالإنجيل فكم يجب أن تكون صلاتنا وعملنا كي لا يتوقّف هذا الانتشار عند هذا الحدّ؟ فالنهاية ستكون حين "تُعلن البشارة في العالم كله" (مت 24: 14).
دراسة النصّ
يوم العنصرة هو يوم التئام الجماعة لا على جبل سيناء، كما مع موسى، بل مع المسيح الذي صعد إلى السماء، ولكنه ما زال مع تلاميذه حتى نهاية العالم. وها هو يرسل إليهم روحه القدوس. يوم العنصرة هو يوم التتمة كما بعد وعد يسوع به تلاميذه. في يوم العنصرة، تلد البشريّة وقد جوّدها الروح القدس. فكما كانت جماعة الشعب الأول قلبًا واحدًا فتقبّلت باتفاق الرأي كلام الله، هكذا كانت جماعة الاثني عشر مجتمعة مع بعض النسوة، مع مريم والاخوة، لكي نتقبّل وعد الآب إلى جميع الأمم.
ما حدث يوم العنصرة أخذ صوره من ظهور سيناء. هناك ضجّة ودوي، هناك ريح عاصفة وألنسة من نار وأصوات. ويوم العنصرة، كانت البروق والرعود وصوت البوق والدخان والنار والصوت. كل هذا جاء من السماء، فأسمعنا الله صوته. وامتلأ البيت بريح عاصفة دلّت على الروح الذي يملأ الذين يتقبلونه. ودلّت ألسنة النار على قدرة الله التي جعلت الرسل يتكلّمون وهم الذين كانوا خائفين ومسجونين داخل العلّية خوفًا من اليهود. قال التقليد عن سيناء إن الصوت الالهي انقسم سبعين صوتًا في سبعين لغة بحيث استطاعت شعوب الأرض التي عددها سبعون كما كانوا يقولون أن تسمع الصوت الالهي في لغتها.
وهكذا صدّر لوقا فيض الروح على التلاميذ في رمزيّة ظهور سيناء الذي هو الحدث المؤسّس للعهد الأول. وحدث العنصرة يدلّ على التجديد الذي يقوم به القائم من الموت. ستعمّدون في الروح القدس. هذا ما قاله يسوع لتلاميذه قبل صعوده (أع 1: 5). هذا الروح حلّ على يسوع في بداية رسالته، وهو يحلّ الآن في الكنيسة في بداية رسالتها. والتلاميذ الذين يتلقّون هذا الروح يشكّلون الباكورة. فبعدهم سيحّل الروح على جماعة السامريين مع فيلبس، وجماعة الوثنيين في بيت كورنيليوس. بل هو سيحلّ (وما زال يحلّ) في كل بيت وفي كل جماعة، بحيث يحرّك البشريّة كلها ويقودها إلي انجيل المسيح، انجيل الفرح والخلاص.
التأمل
بعد صمت يمتدّ عشر دقائق نقف مع الكنيسة الأولى مع الرسل والتلاميذ والاخوة. وكان عددهم 120 شخصًا. نقف مع النسوة، مع مريم أم يسوع التي تشهد الآن ولادة الكنيسة كما شهدت ولادة ابنها يسوع شهدت ولادة يسوع في بيت لحم وانطلاقة مسيرة الخلاص التي تجد ذروتها على الصليب وفي القيامة. وهي تشهد الآن ولادة جسد ابنها السرّي الذي هو جماعة المؤمنين في كل زمان ومكان.
المناجاة
نعيد قراءة النصّ ونعرف أن قدرة الله التي حلّت في بيت اجتمع فيه الرسل فهزّته، ما زالت تحلّ في الكنيسة، تحرّك قلوب الأفراد، تحرّك الجماعات لكي تكون قلبًا واحدًا وروحًا واحدًا. ونعرف أن هذا الروح وصل إلى شعوب ذلك الزمان وهو اليوم يريد أن يتوسّع ويتوسّع، وهو لا يفعل إلاّ إذا كنا أداة بين يديه فنصل إلى كل شعوب الأرض.
تأوين النصّ
عاد لوقا إلى عيد العنصرة كما مارسه الشعب اليهودي، أي خمسين يومًا بعد الفصح. فهذا قد تمّ في حلول الروح. لسما هنا فقط أمام عطيّة شريعة، بل أمام عطيّة الروح الذي يجدّد القلوب، يجدّد وجه الأرض. وكل مرة يكون تجديد يكون الروح فاعلاً. وكل مرّة تتلاقى الشعوب في إشاعة العدل والسلام يكون الروح حاضرًا.
امتلأ التلاميذ من الروح القدس وقبلهم امتلأت مريم وزكريا وسمعان الشيخ. ونحن أيضًا نمتلئ من هذا الروح عينه فننطلق كما انطلق بطرس وبولس، واسطفانس وفيلبس. نتابع هذه الانطلاقة التي ينبوعها حلول الروح يوم العنصرة. فالروح هو هو. إنه يتابع عمل يسوع ويفهمنا تعليم يسوع، وهو ما زال يعلّم البشريّة ويجمعها تحت رأس واحد هو يسوع المسيح.
صلاة الختام
أرسل روحك أيها المسيح فيتجدّد وجه الأرض. وتعرف البشريّة فرح الخلاص. ويصل الإنجيل إلى شعوب العالم كافة، فيجمعها الإيمان بذاك الذي أرسله الآب كي لا يهلك أحد، بل تكون للجميع الحياة الابديّة

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM