المدخل إلى الكتاب المقدس ج 1

توطئة

هذا هو المدخل إلى الكتاب المقدّس الذي يفتح المجموعة التي أخذنا على عاتقنا أن نصدرها بالتعاون مع الآباء البولسيين لنساعد المؤمنين على الإطّلاع على نصوص مقدّسة وصلت إلينا عبر التوراة والإنجيل، عبر أسفار العهد القديم وأسفار العهد الجديد.
نقسم هذا المدخل إلى خمسة كتب. نعالج في خمسة أجزاء، ثلاثة منها تتعلّق بالعهد القديم، وجزءان يتعلّقان بالعهد الجديد.
بعد أن نطرح بعض القضايا العامّة، ننطق في مسيرتنا عبر الأسفار المقدّسة من سفر التكوين إلى آخر ما دوِّن من أسفار العهد القديم، عنيت به سفر الحكمة. وبعد هذه اللمحة الإجمالية عن التوراة، نقدّم بعض الموضوعات الدينية التي تساعدنا على تكوين فكرة عن لاهوت العهد القديم. هكذا نفهم كلام الله في إطاره التاريخي المتطوّر قبل المسيح، ونستعدّ للدخول في عالم العهد الجديد الذي هو كمال الوحي. أعطانا الآب ابنه فأعطانا فيه كلّ شيء. أعطانا يسوعَ كلمتَه فلم يعد له شيء آخر يعطينا.
وها نحن نحاول الولوج إلى عالم العهد القديم، فنقدَّم في الجزء الأول الأبحاث العامّة، وتاريخ الشعب العبراني منذ بدايته إلى الإسكندر الكبير، ونقابل أخيرًا المراجع البيبلية بكتابات الشرق القديم.
وقبل الدخول في الكتاب نسوق بعض الملاحظات العامّة.

إيراد النصوص الكتابيّة
ترد النصوص الكتابيّة بحسب النسخة العبرانيّة في ما يتعلّق بالأسفار القانونيّة الأولى أي تلك المدوَّنة أصلاً في اللغة العبرانيّة (أو الآراميّة).
أمّا نصوص الأسفار القانونيّة الثانية أي تلك التي نقلتها إلينا الكنيسة في اللغة اليونانيّة. فهي ترد بحسب الترجمة السبعينيّة.
عمليًّا نتَّبع الترتيب المعمول به في الترجمة الكتابيّة المسكونيّة في اللغة الفرنسيّة.
ينتج من ذلك أن أرقام المزامير تختلف عمّا نجده في ترجمة الآباء اليسوعيّين والدومينيكان (بالعموم هناك فرق في رقم واحد. مز 11 في النسخة اليسوعيّة هو مز 12 في النسخة العبرانيّة) وإن أرقام الآيات في المزامير تختلف عمّا نجده في ترجمة جمعيّة الكتاب المقدّس، التي لا تعطي رقمًا لمقدّمة المزمور (مرّات عديدة هناك فرق في رقم واحد. مثلاً مز 83: 4 في العبرانيّة هو 3:83 في نسخة جمعيّة الكتاب المقدّس).
وينتج أيضاً بعض الفروقات في ترقيم فصول وآيات تختلف فيها اليونانيّة و (اللاتينيّة) عن العبرانيّة مثلاً: زك 1: 1ي يحتوي 17 آية في النص العبرانيّ و21 آية في النصّ اليونانيّ (الذي يتّبعه كلّ من نص الآباء اليسوعيّين والجمعيّة). وهذا ما يجعل زك 2: 1 بحسب النصّ العبرانيّ يقابل 1 :18 في النصّ اليونانيّ. وزك 2: 1 بحسب النصّ اليونانيّ يقابل 2: 5 في النصّ العبرانيّ.
وتفصيلاً عندما نقول تك 2: 4 فنحن نعني سفر التكوين الفصل الثاني الآية الرابعة.
وعندما نقول خر3: 4-6 فنحن نعني سفر الخروج الفصل 3 من الآية 4 إلى الآية 6 ضمنًا.
وعندما نقول لا4: 5، 9 فنحن نعني سفر اللاويين (أو الأحبار) الفصل 4 الآية 5 والآية 9.
وعندما نقول عد 4- 6 فنحن نعني سفر العدد من الفصل الرابع إلى الفصل السادس ضمنًا.
وعندما نقول تث1: 2؛3: 4 فنحن نعني سفر التثنية الفصل الأول آية 2 ثمَّ الفصل 3 آية 4.

تسمية الأسفار المقدّسة
هناك أسماء اتفق عليها المترجمون العرب (سفر التكوين مثلاً) وأسماء اختلفوا عليها. فسفر الجامعة الذي يسمّيه الشرّاح الغربيّون "قوهلت" (كما في العبرانيّة) سمّاه الشدياق "الواعظ". وسفر اللاوّيين الذي هو السفر الثالث من أسفار موسى قد سمَّته الترجمة السريانيّة البسيطة سفر الكهنة (كهني) والترجمة اليسوعيّة سفر الأحبار مقتفية بذلك ترجمة الشدياق. ثمّ إنّ الترجمة اليسوعيّة ذكرت أسفار الملوك الأول والثاني والثالث والرابع على خطى اليونانيّة واللاتينيّة، أمّا نحن فسنذكر سفر صموئيل الأول وسفر صموئيل الثاني، ثمَّ سفر الملوك الأول وسفر الملوك الثاني. ونسمّي السفر الرابع من أسفار موسى سفر العدد (عِوَض سفر الأعداد كما في الشدياق)، والسفر الخامس سفر التثنية عِوَض تثنية الاشتراع كما في الشدياق واليسوعيّة.
ونقدّم لائحتَين: لائحة أولى بالأسفار المقدّسة مع مختصراتها.
لائحة ثانية أبجديّة بالمختصرات الكتابيّة مع مختصرات أخرى.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM