أحسنت أيها الخادم الصالح الأمين

أحسنت أيها الخادم الصالح الأمين
صلاة البدء
أنت يا يسوع، يا من جئت لتَخدم لا لتُخدم، تهنّئ فينا كل خادم. أنت يا يسوع، يا من كنت "أمين" فتمّت فيك مشيئة الله، تهنّئ فينا الخادم الأمين. أنت يا يسوع، يا من قلت لنا لا صلاح إلاّ الله، تهنّئ الخادم الذي عمله مشيئة الرب فجاء صلاحه إشعاعًا من صلاح الله وامتدادًا له. يا ليتنا نستحقّ هذه التهنئة وهذا المديح.
قراءة النصّ
مت 25: 14- 30
نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأمور التالية:
قال أحدهم: أترك المهمّة كما وصلت إليّ بدون زيادة ولا نقصان؟ أتراه عمل إرادة سيّده؟
وخاف آخر من السيّد القاسي ومن دينونته، ففضّل أن لا يعمل شيئًا لئلا يخطئ؟
وثالث ترك مواهبه دون أن يستثمرها. تبجّح بها وكأنه أعطيت له كرامة وجهه.
دراسة النصّ
نحن هنا أمام موضوع السهر. وهو سهر نفهمه أمانة للمهمّة الملقاة على عاتقنا. وهو سهر يأتي خلال الربّ في وقت لا نتوقّعه. وهذه الأمانة لا تكون في المحافظة على ما أعطينا من مواهب، بل في استثمار هذه المواهب من أجل نموّ شخصنا المخلوق على صورة الله، من أجل بناء الجماعة، من أجل خير العالم.
نلاحظ في هذا المثل توسعًا عن الخادم غير الأمين. وفي مثل سابق (24: 45- 50) نرى الشيء عينه. وهكذا يحذّرنا الانجيليّ من عدم الأمانة التي تتربّص بنا. نعتبر أننا مسيحيون. أننا قبلنا سرّ العماد. وهذا يكفي. ونقول للرب: باسمك نطقنا بالنبوءات. باسمك طردنا الشياطين. باسمك عملنا العجائب الكبيرة. فيقول لنا: ما عرفتكم قط. ابتعدوا عني يا فعله الاثم. لماذا؟ لأننا قلنا وما فعلنا. لأننا ما عملنا مشيئة الآب الذي في السماوات. فيشبّهنا بولس الرسول بنحاس يطنّ وصنج يرنّ.
ماذا قال الخادم الشرير في 24: 48؟ سيتأخّر سيدي. ويتصرّف كالسيّد والسيّد المستبدّ، لا كالخادم. فيصبح بعيدًا كل البعد عن الربّ الخادم. وماذا قال صاحب الوزنة الواحدة؟ برّر كسله بهجوم على السيّد. خاف من السيّد، خاف من أن يخسر ما معه، خاف أن يخسر ذاته. ولكن في منطق الإنجيل، من يخسر حياته يربحها. ومن أراد أن يربح العالم كله يخسر نفسه. ودفن الوزنة في الأرض. تكامل. ما استثمر مواهبه. لم يحمل ثمرًا، وكل شجرة لا تحمل ثمرًا جيّدًا تُقطع وتُلقى في النار.
لم يكن العبد الشرير أمينًا لإرادة سيّده حين مارس العنف وعاش سوء السيرة (24: 49). ولم تكن العذارى الجاهلات أمينات، لأنهن لم يتحسَّبن لمجيء العريس. وكان صاحب الوزنات غير أمين بسبب كسله. فئات ثلاث نقصها نشاط ملموس. وهكذا نفهم السهر في انجيل متّى، انتظارًا ناشطًا ومسؤولاً، لا عواطف وشعورًا نحسبها إيمانًا. فما هو هذا الإيمان الذي لا يكون جوابًا على نداء المعلّم؟ الذي لا يحمل ثمرًا، مع أن الرب اهتمّ به "ثلاث سنوات" (لو 13: 7). مثل هذا الإيمان يُقطع لأنه يعطّل الأرض.
عجّل صاحب الوزنات الخمس فربح. وكذلك فعل صاحب الوزنتين. ونطرح السؤال: لماذا واحد خمس وزنات، وآخر وزنتان، وآخر وزنة؟ النص يعطينا الجواب: كل واحد حسب طاعته. إن عطاء الرب غير محدود. ولكن انفتاح قلبنا أو انغلاقه يجعله محدودًا. أعطى الآب ذاته كلها للابن. ولكن على مستوى البشر، يتنوّع التقبّل فتتنوّع الوزنات التي هي مواهب ماديّة وعقليّة وروحيّة. ومع التقبّل تتنوّع الطريقة التي بها تستثمر هذه العطايا.
التأمّل
نتأمّل عشر دقائق في نقطة من هذه النقاط. ونفهم أن العطايا التي ننالها من الربّ هي على قدر طاقتنا، على قدر استعداداتنا لتقبّل عطاياه. والمهمّ لا عدد الوزنات. فصاحب الوزنتين قدّم وزنتيت وصاحب الخمس قدّم خمسًا وكلاهما نالا المديح عينه.
المناجاة
ننطلق من هذا الإنجيل وما شاركنا فيه، ونتساءل: أما نتوقّف عند عطايا نالها الآخرون، وننسى كل ما نلناه من "وزنات" من نظر إلى الآخرين نسي نفسه. لماذا نتظر إلى القريب وطريقته في المتاجرة بالوزنات ولا ننظر إلى ما عملناه نحن؟
تأوين النصّ
نحن نسهر مثل العذارى الحكيمات. سهرن فكان معهنّ زيتًا. أما صاحب الوزنة الخامسة فكان سهره متاجره بوزنات سلّمها إليه الربّ. وخطيئة صاحب الوزنة قامت بأنه لم يتاجر. وكان لوم السيّد ملموسًا وقريبًا من الماديّ، يا ليتك وضعت فضتي على مائدة الصيارف. أجل، أعطانا الرب عطايا. فإن لم تكن لخيرنا ستكون دينونة لنا. وإن لم تكن لخير القريب، ستصبح مرارة في أفواهنا.
غريب هذا السيّد يسلّم عبيده هذه الكميّة الكبيرة من الفضّة. حتّى الذين نال الوزنة الواحدة حصل على ما يساوي خمس عشرة سنة من العمل. ثقة لا حدود لها. ولكنها ثقة واعية. كل واحد حرّ بأن يتاجر. ولكنه لا يستطيع أن يتهرّب من المتاجرة، لأن الحساب سيكون عسيرًا. وحالاً بدأ العبد الأول والعبد الثاني فربحا. أما الثالث فخاف على نفسه.إن ضاعت الوزنة سيكون مسؤولاً. اذن، أخفاها. وهكذا اطمأن. كأن الرب جاء يحمل إلينا الاطمئنان و"السلام" بمعنى عدم الحركة. جاء الربّ يشعل فينا نارًا. أجل، لا تكتفي الحياة المسيحية بعواطف، لا تكتفي بقول يؤكّد أننا لم نخسر المواهب التي أعطيت لنا. الحياة المسيحية هي عمل: كنت جائعًا فأطعمتموني.
صلاة الختام
الصلاة الربيّة أو ترتيلة

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM