أبشركم بفرح عظيم

أبشركم بفرح عظيم
صلاة البدء
جاء الملائكة يا رب يحملون إلينا البشارة، الخير الطيّب. جاؤوا يبشرون بميلادك أيها المخلّص. جاؤوا يقولون لليهود: لقد جاء المسيح. فلا تنتظروا بعد أحدًا غيره وجاؤوا يقولون للوثنيين: لقد جاء الرب. فلا ربّ سواه. أنت يا يسوع مسيحنا، أنت يا يسوع ربنا. ونحن ننتظر خلاصًا تحمله إلينا الآن كما في يوم ميلادك.
قراءة النصّ
نقرأ يو 2: 1- 20.
نتوقّف بعد القراءة ثلاث دقائق ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
- تجاه ملك الكون، إمبراطور رومة، هناك الملك الحقيقي، هذا الطفل الملفوف بالأقحطة. فمن هو ملكنا؟ أنقول مثل اليهود: لا ملك لنا سوى قيصر؟
- تجاه ظروف الحياة التي اقتلعت مريم ويوسف من الناصرة إلى بيت لحم، كانت دوّة فعلهى طاعة لأمر قيصر وبالتالي لأمر الربّ، فكيف ننظر نحن إلى ظروف الحياة؟
- كان لرعاة منبوذين في المجمع، فصاروا أول المبشرين. ما هي البشارة التي نحملها إلى عالمنا المنتظر خلاصًا من الحزن والحرب والضيق؟
دراسة النصّ
إن خبر مولد يسوع ينقسم قسمين. في القسم الأول (آ1- 7) نقرأ خبرًا نبويًا. فهذا الميلاد هو علامة يجب أن نكتشف مضمونها على ضوء في 5: 1: وأنت يا بيت لحم، لست الصغيرة في مدن يهوذا. فمنك يخرج راعٍ يرى شعبي. وفي القسم الثاني (آ 8- 20) ندخل في إطار جلياني، في إطار رؤية سماويّة: جاء الرسول من عند الله فكشف السرّ وأفهمنا العلامة. فحمل الرعاة التعليم الذي سمعوه أعادوا وهم يمجّدون الله. أما مريم فحفظت كل هذا في قلبها.
وزّع الانجلي هذا الخبر في ثلاث محطات: وجعل أنه في أيام أوغسطس قيصر (آ1) وجعل أنه حين كان في بيت لحم (آ6). وجعل أنه حين انصرف الملائكة (آ15). في المحطة الأولى نجد التحديدات الجغرافيّة والتاريخيّة. فحدث مولد يسوع يرتبط بحكم أوغسطس قيصر.
وموقعه بيت لحم في اليهوديّة، مدينة داود. من جهة أوغسطس وحكمه في المسكونية. ومن جهة ثانية، مخلّص العام الذي يُولد في مزود صغير في منطقة نائية داخل هذه الإمبراطورية المترامية الأطراف.
في المحطة الثانية (آ6- 14)، يُروى الحدث بإيجاز مدهش. ولكن الليتورجيا السماويّة الأدبيّة أبرزت الوجهة النهائية والتامة للسرّ الذي يقدّم نفسه للبشريّة. على المستوى البشري، لا نجد التفاصيل عن هذه الولادة. فالوعد الذي أعطي في البشارة قي تحقّق الآن. ولدت مريم ابنها البكر، ولفّته بالقمط كما تفعل كل أمّ مع طفلها. وفي آ 8، الطفل رسول من السماء وحمل إلى الرعاة الخير الطيّب، وأعطاهم العلامة التي بها يعرفون الطفل هو فرح عظيم يحرّك المديح في السماء وعلى الأرض. وأول من وجّهت إليه هذه البشارة هو الشعب. الشعب اليهوديّ في الدرجة الأولى، وهذه الولادة حصلت في أرضه. ثم البشريّة كلها. الأرض كلها التي رضي الله عنها فأعطاها المخلّص الذي وُعدت به منذ خطيئة آدم.
أما المحطّة الثالثة (آ15- 20) فتصوّر تأثير الحدث على الجماعة التي تتقبّله. على الرعاة، هؤلاء المحتقرين في المجتمع. على جميع البشر الذين انفتحوا عليه. وبالتالي علينا نحن اليوم. أجل، في هذا الطفل الملفوف بالقمط - نكتشف المخلّص الذي هو المسيح والربّ.
التأمل
بعد صمت يمتدّ عشر دقائق ندخل مع الرعاة إلى حيث وُلد يسوع. موضع فقير، فيسوع وُلد كما يُولد جميع الأطفال الفقراء. ولكن من هذا الفقر برز غنى عظيم. هذا الذي هو الغني قد صار فقيرًا كي نغتني بفقره. هذا الإنسان الذي هو إله أيضًا، وهذا ما يدلّ عليه حضور الملائكة، ما زال حاضرًا في عالمنا. هو الاله الحاضر في كل إنسان. رأى الرعاة القمط، وكل طفل يوضع في القمط. ولكن من خلال القمط، نرى المسيح الربّ. ونحن نستطيع أن تكتشف وجه الله في كل وجه نلتقي به.
المناجاة
نعيد قراءة النصّ، ونجعل هذا الخبر في قلوبنا. نرافقه مع مريم. ونسأل نفوسنا: ما تأثير ولادة يسوع في حياتنا وفي جماعاتنا. ما الذي تبدّل فينا وفي البشرية بعد مولود يسوع؟
تأوين النصّ
ولادة مثل جميع الولادات. لا شيء يميزها. ومع ذلك، فهذه الولادة كانت محطّة في تاريخ البشرية. قبل المسيح وبعد المسيح. كان خطأ في حسابات يونيسيوس الصغير فما همّ؟ فالتاريخ كله يتحدّد موقعه بالنسبة إلى هذا الفضل الذي وُلد في مذود، لا في قصر على مثال أبناء الملوك.
نهاية مسيرة يوسف ومريم هي بيت لحم، بل موضع صغير في بيت مغمور. وسيتحدث الآباء منذ يوستينوس النابلسي عن مغارة. هناك اعتاد الرعاة أن يجمعوا قطيعهم وهؤلاء المنبوذون تسلّموا وحيًا حول هذا الطفل العجيب واليوم المساكين هم الذين ينتظرون أن يحمل ليهم الميلاد خلاصًا طالما انتظروه وسيظلّون ينتظرونه.
صلاة الختام
من عمق أعماق الضلال ندعوك يا رب الجلال، تعال وارحمنا تعال

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM