نشيد الكون

نشيد الكون
المزمور المئة والسابع عشر

1. المزمور المئة والسابع عشر هو مزمور مديح وحمد فيه يدعو المرتّل كل الشعوب والأمم إلى مشاركته نشيده. نجد فيه كل عناصر المديح. الدعوة: سبحوا الرب. السبب: لأن رحمة الرب عظيمة. يرتِّله المؤمنون فيتذكرون خلاك احتفالاتهم (عز 6: 19- 22) كيف أعاد الله بناء شعبه بعد رجوعه من سبي بابل.

2. نداء إلى المديح، نداء إلى جميع الشعوب لانشاد مراحم الله.
يشدّد هذا المزمور على أن الله هو إله الكون. وإذا كان قد قطع عهدًا مع شعبه فهو ليس إله قبيلة من القبائل أو أمّة من الأمم، بل هو إله البشريّة كلها. وإذا تذكر شعبه بصورة خاصّة، فهو لا ينسى باقي الشعوب. وإذا شدّد اسرائيل على عهد قطعه مع الله، مع ما في هذا العهد من امتيازات وواجبات، فهو لا ينسى أن الاله الذي كشف عن ذاته هو إله كل الأمم، وهو ينتظر من الأمم أن تشارك اسرائيل في عبادة الله الواحد وإنشاد الحمد له.

3. إن نكبة الجلاء إلى بابل (587 ق م) جعلت شعب الله أضحوكة للأمم حوله. والخلاص من السبي سيضع حدًا لهذه الحالة الزرية "فتعلم الأمم أني أنا الرب أبني ما كان منهدمًا" (حز 36: 36).
وهكذا ينظر المؤمنون إلى وجه الله الحقيقي الغني بالرحمة والامانة. أمانة ظهرت في ما تمَّ للشعب من خلاص بفضل تدخّل الله. فيقول النبي صفنيا (3: 20): "أجعلكم مشهورين وممجَّدين في جميع شعوب الأرض عندما أردُّ سبيكم". وعندما يدعو شعب الله باقي الشعوب إلى مشاركته في إنشاد الاله المخلّص، فهو يؤمن أنه شعب بين الشعوب يعبد الاله الواحد الذي هو إله كل الشعوب.

4. يذكر القديس بولس الآية الاولى من هذا المزمور (روم 3: 20)، مع ثلاثة مقاطع أخرى من أسفار العهد القديم، في سياق حديثه عن العلاقات بين الوثنيّين والشعب والمختار، فيقول ما معناه: يجب على اليهود أن يمجّدوا الله لأنه صادق بما يعد به، ويجب على الوثنيّين أن يمجّدوه على رحمته.
ونحن أبناء العهد الجديد، عندما ننشد هذا المزمور نتذكّر الخلاص الذي تمّ لنا في يسوع المسيح. فإذا كانت الأمم مدعوّة إلى الخلاص الذي دعينا نحن إليه، فبأي روح يجب أن نستقبلهم لا بكلامنا وحسب، بل بحياتنا التي تساعدهم على مشاركتنا في تمجيد الله حسب كلام المعلم: "ليضئ نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الحسنة ويمجّدوا أباكم الذي في السماء" (مت 5: 16).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM