أمانة الربّ

أمانة الربّ
المزمور التاسع والثمانون

1. المزمور التاسع والثمانون هو صلاة توسّل يرفعها الشعب كله إلى الرب عارضًا عليه حالته التعيسة. يتشكّون من دمار المدينة، وزوال الهيكل، ونهاية سلالة داود على مملكة يهوذا. وعندما يسمعون صوت الرب وكلامه بالنسبة إلى المملكة المسيحانية وإعادة ذرية داود، ينطلقون في نشيد مديح: تبارك الرب إلى الأبد. آمين.

2. مملكة داود في الماضي وفي الحاضر.
آ 2- 3: موضوع المزمور: رحمة الله وأمانته. يصلّي الملك باسمه وباسم ذريته.
آ 4- 5: التذكير بالعهد بين الله وداود. عهد الله في سيناء يتجسّد في العهد مع بيت داود.
آ 6- 19: نشيد حمد لله الذي يعمل في الكون وفي شعبه: الله الخالق والله المخلّص. وهذا الاله هو ملك، قاعدة عرشه العدل والحق والرحمة والامانة.
آ 20- 38: العهد مع داود هو مثال العهد الجديد مع المسيح. يكون الله مع داود ونسله، ويعطيه ملكًا من البحر إلى النهر. ولكن إن عصى أبناؤه أمر الرب فهو سيعاقبهم دون أن ينقض عهده مع ملكه: لا أحرمه رحمتي، ولا أخون أمانتي. نسله إلى الأبد يدوم.
آ 39- 46: ولكن بانتظار ساعة الفرج يتألم الشعب من الذل: أين تاج داود وصولجانه؟ لقد مرِّغا بالتراب. أين أسوار المدينة وحصونها؟ أين قوة سيف الملك؟
آ 47- 52: ويتوسّل الشعب: حقِّق يا رب عهدك. أين مراحمك الأولى يا رب؟ وينتظرون الخلاص فيهتفون: تبارك الرب إلى الأبد.

3. عهد الله مع داود. الله يبقى أمينًا على هذا العهد حتى وإن خانه أبناء داود.
- الله هو الخالق وله تخضع كل الخلائق، حتى رهب ذلك التنين القديم، والشمال والجنوب، أي أعلى الجبال والاماكن المقدسة. الكون يذيع مجد الخالق وعظمته: لك السماوات والأرض جميعًا، والكون بكل ما فيه أنت أسّسته.
- الله هو المخلّص، وهو إله العهد الرحيم والأمين. ولكنه يبدو وكأنه تخلّى عن شعبه ونقض عهده مع داود. وإلاّ كيف نوفّق بين المواعيد المسيحانية لبيت داود والحالة الحاضرة التي يعيشها الشعب ويتشكّى منها، فيتوسّل إلى الرب أن ينجيه منها.

4. في المسيح يسوع قد تمّ الكلام الذي به وعد الرب داود (لو 1: 32): "أنه يعطيه عرش داود أبيه ولا يكون لملكه انقضاء" (رج أع 13: 23؛ "وأخرج الله من نسل داود حسب الوعد يسوع مخلصًا"؛ روم 1: 3). تنشد الكنيسة دومًا حبّ الله الذي ظهر في المسيح وفي قديسيه. ولكننا نتساءل: أي مكان للتشكي ونحن نعيش في العهد الجديد؟ والجواب: إن ملكوت يسوع لم يظهر بعد في كل مجده. ولهذا ما دمنا في هذا الجسد فنحن متغرّبون عن الرب (2 كور 5: 6)، ووطننا في السماء ومنه ننتظر بشوق مجيء مخلّصنا الرب يسوع. فهو الذي يبدّل جسدنا الوضيع ويجعله على صورة جسده المجيد (فل 3: 20- 21). إن شعب الله لا يزال في طريقه إلى أورشليم السماوية وأمامه مراحل صعبة: هو يتشكّى ويتوسّل، ولكنه يستطيع أن يستند إلى أمانة الله ومواعيده، يستند إلى عهده في شخص المسيح. هل ينسى الرب مراحمه الأولى؟

5. تأمّل
ماذا نجد في هذا المزمور؟ في الوسط مديح السماوات: "السماوات تحمد عجائبك يا رب، وأمانتك في جماعة القديسين". وقبل المديح وبعده، يتشكىّ الشعب كله من الحالة التي وصل إليها. هي خطبة طويلة تذكّر الله بما قاله بالنسبة إلى داود، وتذكّر الشعب الذي ابتعد عن شريعة الرب بواجباته، وتدلّ على الحالة التي وصل إليها الشعب بعد أن دمّرت المدينة وذهب الملك إلى المنفى.
الله لا يضاهى. الله هو سيّد الأرض. الله هو الذي ينتصر. "فمن فوق الغيوم يزاحم الربّ، أو يشبه الربّ بين أبناء الآلهة"؟ هناك آلهة تعبدها الأمم الوثنية. هل نقابلها مع الاله الواحد؟ كلا ثم كلا. بل ليست بآلهة. إن هي إلا حجر وخشب. وقال المرتّل لله: "لك سلطان على هيجان البحر، فتهدّئ أمواجه عند ارتفاعها". تلك هي سلطة الله على الكون كله، البحر والبرّ، السماء والأرض. وأخيرًا الله هو الذي خلق الشمال والجنوب. ولاسمه تنشد الجبال.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM