قول الرب ينبت الرجاء

قول الرب ينبت الرجاء
المزمور الستون

1. المزمور الستون هو مزمور توسّل جماعي يشكو فيه الشعب حالته الحاضرة ويصلّي مؤكّدًا اتكاله على الرب. كتب أولاً بمناسبة كارثة وطنية (هزيمة في الحرب واحتلال المدينة) أو نكبة من النكبات (هزة أرضية)، ثم دخل في ليتورجية الهيكل وأنشد في احتفالات التوبة.

2. نداء إلى الله يذكّره بالماضي ويدعوه إلى اعادة بناء اسرائيل.
آ 3- 7: توسل يشكو فيه المؤمنون من الهزيمة التي حلّت بهم، ويطلبون من الله أن يخلّصهم من القصاص الذي نزل بهم.
آ 8- 10: يجيب الرب أنه سمع صلاتهم، والماضي خير دليل على الحاضر والمستقبل.
آ 11- 14: وتتجدّد الصلاة طالبة من الرب أن يحقّق ما وعد به.
- سمع الشعب كلام الله بلسان أنبيائه، فكان هذا الكلام دستورًا لبناء مملكة داود: اقتسام الأرض يوم الاحتلال، دور كل قبيلة من القبائل، وضع القبائل المجاورة التابعين لاسرائيل. شكيم ووادي سكوت تمثلاّن الأرض التي يجب أن يحتلها افرائيم ويهوذا، وجلعاد ومنسى يمثلان حدود المملكة من الشرق. موآب وأدوم والفلسطيون (مع عمون) يتبعون اسرائيل. ولكن بعد موت سليمان سيرتبط أدوم بمملكة يهوذا في الجنوب، وموآب بمملكة اسرائيل في الشمال. انتصر شعب الله على بني موآب وأدوم، فاستعبدهم وحقَّرهم، فجعل الأول قدر غسله والثاني موضع حذائه. أما هتاف النصر فيعني أن الحرب مع الفلسطيين لم تنته بعد.
- أرادت أورشليم احتلال أدوم التي كانت خاضعة لها وحاولت التخلّص من نيرها. إنطلق الشعب لاخماد نار الثورة متذكّرًا كلام الله لداود: إن لم يكن الله في مقدمة شعبه ستفشل العملية الحربية. هذا ما حدث في الماضي فهل يترك الله شعبه؟ لا، فالشعب يثق بربّه ويرى أعداءه مسبقًا تحت قدميه.
- الانتحاب الجماعي. ولكن نصر الله لم يرافق شعبه، فصارت البلاد سائبة وأسوار أورشليم مهدومة. شرب اسرائيل من كأس غضب الله، وتراجع بسبب رشقات سهام العدو، وعرف الذل. حلّ به قصاص الرب بسبب خيانته لاله العهد. فقد قال الكتاب (تث 28: 25): "يجعلك الرب منهزمًا أمام أعدائك. فينتحب الشعب: أقصيتنا وكسرتنا وغضبت، لكنك تعود إلينا... فخلص بيمينك".

3. أوقع الله بشعبه قصاصًا يمكن أن يكون خراب أورشليم أو غيرها من الضربات. فالمزمور يكتفي بذكر خمر الترنح كما قال أشعيا (51: 17- 22) وإرميا (25: 15 ي) ليدلاّ على غضب الله. والآن يحتاج الشعب إلى راية تجمعهم بعد التشتّت وتعيدهم إلى أورشليم حيث يجلس الله الملك في مكانه المقدس. ولكن القدوس، وهو سلاح المضطهدين، يلاحقهم فيهربون. أين هو الله فلا يخلص؟ هل نسي مواعيده الماضية؟ تكلم على عهد يشوع عندما دخل الشعب الأرض، وتكلّم على عهد داود عندما تأسست الملكة. أيمكن أن تتغير كلمات الله ومواعيده؟ لا، تقول الليتورجيا التي تردد كلمات الله في الماضي، فتجعل مفاعيلها حاضرة، وتجدّد في القلوب الثقة بعون الله الذي ما زال يتكلّم من أجل شعبه بالسلام. وعندما تعود مملكة داود إلى سابق عزّها، "حينئذ يزول الحسد من مملكة اسرائيل وتضمحل العداوة من مملكة يهوذا، فلا افرائيم (اسرائيل) يحسد يهوذا، ولا يهوذا يعادي افرائيم، بل يتكاتفون وينقضّون على أكتاف الفلسطيين نحو الغرب، ويلقون أيديهم على موآب وأدوم، فيطيعهم بنو عمون" (أش 11: 13- 14).

4. نستطيع أن نقرأ المزمور، نحن أبناء العهد الجديد، فنتذكّر الانقسامات في الكنيسة، والضيق والاضطهاد على المسيحيين، وتشرذم المؤمنين وسط عالم يرفض المسيح وتعاليمه. ونتطلّع إلى اله العهد فنذكّره بمواعيده لنستعيد الامل والرجاء. ننشده مع شعب الله المختومين من جميع عشائر اسرائيل (رؤ 7: 4) الذين يؤلفون جماعة عظيمة لا تحصى من كل أمّة وقبيلة وشعب ولسان (رؤ 7: 9)، ونتكل على كلام الرب يسوع (رؤ 21: 5) الذي يقول لنا: "ها إني أجعل كل شيء جديدًا"

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM