الخاتمة

الخاتمة

ذاك كان الكتاب الثاني من قراءة روحيّة للمزامير. كان عنوان الأول: ألهج بكلامك نهارًا وليلاً. نحن نكرّر كلام الله المرّة بعد المرّة ويكون طعمه كل وقت لذيذًا. هذا ما سمّاه الآباء القديسيون الهذيذ وربطوه بصلاة القلب. أما عنوان الجزء الثاني فهو: أنشدوا للرب نشيدًا جديدًا. الانشاد علامة الفرح، فرح الذين عرفوا أنهم انتصروا في المسيح. أنهم منذ الآن يشاركون السماء في ليتورجيا تربط الأرض في السماء. أنهم منذ الآن أبناء الله، وإن لم يظهر بعد للعيان ما سيصيرون إليه. ينشدون النشيد الجديد الذي يتجدّد بتجدّد قلوبنا في محبّة الله التي أفيضت فينا. فيا لسعادتنا.
وهكذا نكون قد قرأنا مئة مزمور. تلوناها في صوت عال. أنشدناها إذا عرفنا لحنها. وقرأنا التفسير المتعلّق بكل واحد منها. وهكذا نكون قد ترافقنا مع المصلّين في العالم كله، الذين يتلون المزامير "الداوديّة" صباحًا ومساءً. يتلونها فيجعلون فيها عواطفهم وآمالهم، أفراحهم وأحزانهم. يتلونها مع الكنيسة التي هي جسد المسيح. يتلونها وهم الأعضاء مع الرأس الذي هو يسوع المسيح الذي به يتحرّك الجسد كله. يتلونها اليوم، وإن كانت من الماضي، فتحمل في حياتهم عمق أمانة الله ولذّة حضوره ورجاء تجلّيه.
أما وقد انتهينا من القراءة والتأمل، فنستطيع أن نعود إلى هذا المزمور أو ذاك. نعيد قراءته، نتأمّل فيه، نصلّيه، نشبعه "درسًا". لماذا لا يكون لكل واحد منا "تفسيره" للمزامير فيذوق طعم كلمة الله فتخلقه هذه الكلمة خلقًا جديدًا.
ذاك هو الجزء الثاني، وإلى جزء ثالث وأخير، إن شاء الله يكون عنوانه "هلّلوا للرب من السماوات".

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM