اهتفوا للرب

اهتفوا للرب
المزمور المئة

1. المزمور المئة هو مزمور ينشده الحجّاج لله الملك، معبّرين فيه عن فرحهم بوجودهم في هيكل الرب، هاتفين لله هتاف الحرب، كما يهتف الجنود لقائدهم والشعب لملكهم. يهتفون له، فيذكرونه ويقرّون بجميله، ويعترفون بعدله ورحمته وقدرته التي ظهرت في أعماله العظيمة ومعجزاته.

2. نشيد المؤمنين للرب وهم داخلون إلى الهيكل.
آ 1- 2: نشيد المجد: اهتفوا للرب، اعبدوا الرب، رنموا له.
آ 3: تحريض للشعب على الاقتراب من الرب: نحن شعبه وغنم مرعاه.
آ 4- 5: الدخول إلى الهيكل بالهتافات والاناشيد والترانيم.
هتاف الحرب ودعوة المؤمنين إلى حضرة الرب الإله، يجعلاننا نستعد للقاء الله الملك ويدخلاننا في جو مز 95- 98. ونجد أيضًا بوضوح فكرة العهد مع كلمة "اعبدوا الرب بالفرح، اخدموه" (يش 24: 15، 18، 21). هذه الكلمات تعبّر عن فكرة العهد الذي يربط بين الله وشعبه: هو يخلّصهم وهم يعبدونه، هو صنعنا ونحن له، الله هو في بداية حياة اسرائيل وفي نهايتها، نحن شعبه وغنم مرعاه. من اقتنى قطيعًا يقوده إلى حيث يشاء، وهكذا يهتمّ الرب بشعبه ويجعله أداة مخطّطه الخلاصي. وينتهي المزمور بعبارة الشكر: الرب صالح وإلى الأبد رحمته. فالعلاقة الحقيقية بين الله وشعبه هي أمانة الله الازلية التي جعلته يلتزم بشعبه، وهو الاله الرحوم، دون أن يكون هذا الشعب مستحقًا الرحمة.
وهكذا يدعى الشعب إلى الدخول أمام الله فيقدّم خضوعه مردّدًا كلمات العهد (نحن شعبه). وحينئذ يرتجّ الهيكل من نشيد الشكر والحمد والبركات الذي يرتفع من فم شعب يفتخر بالهه.

3. تدخل الجماعة إلى الهيكل وفيها العديد من الحجاج الآتين من الشتات. إنها باكورة الأمم والمتكلّمة باسمهم، وهي تمثّل الرب في كل الأرض. أما عبادة الله فهي تعني خدمة يهتف فيها الشعب كما فعل مع إيليا النبي (1 مل 18: 39): "الله هو الرب، الله هو الرب".
يرفع المؤمنون صلاة الشكر لله، ويمدحونه لأجل أعماله. أما أسباب هذا المديح فهي أن الله هو الرب، وهو خالق البشر، وراعي اسرائيل. إنه الرب الصالح، ومحبته لا تعرف حدودًا، كما أن أمانته تمتد في تاريخ اسرائيل كله.

4. يعتبر شعب اسرائيل الليتورجيا ابتهاجًا أمام الرب. ويبيّن هذا المزمور أي هتاف فرح كان يرافق الداخلين إلى الهيكل، الذي يحسبون أنفسهم شعب الله وغنم مرعاه. وشعب العهد الجديد سيتعلّم أنه عمل الله، المخلوق في يسوع المسيح للأعمال الصالحة (مر 2: 10) وأنه "نسل مختار وكهنوت ملكي، وأمّة مقدّسة وشعب اقتناه الله ليحدث بالأعمال العجيبة لذلك الذي دعاه من الظلمة إلى نوره العجيب" (1 بط 2: 9 ي). وخدمة الرب بالنسبة إلى المسيحيين هي إفخارستيا، أي فعل مديح وشكر. وهكذا عندما نرتّل هذا المزمور نستعد لعمل الشكر، للافخارستيا، التي فيها نقدّم الخبز والخمر علامة شكرنا وعطاء ذاتنا للرب.

 

 

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM