على عود بعشرة أوتار : الخاتمة
 

 

الخاتمة

تلك كانت مجموعة ثانية من المزامير التي تأمّلنا فيها وصلّيناها وكان عنوانها: على عود بعشرة أوتار. تلك الأوتار لا تكفي كي تنشد عظائم الله ومدائحه. وقد جاءت بعد مجموعة أولى سميناها: سبّحوه بالعود والكنّارة.
ستون مزموراً في هذين الكتابين. عبرّنا فيها عن عواطف الصلاة في قلب المؤمن. كل مؤمن. وربطناها بعالم الليتورجيا أو الصلاة الجماعيّة. سواء الليتورجيا اليهوديّة أو الليتورجيا المسيحيّة. ربطناها بعيد المظال والفصح، بمواسم الحجّ والصعود إلى أورشليم وارتقاء درجات الهيكل. ربطناها بعيد الميلاد وزمن الصوم والآلام، بعيد القيامة والصعود. هكذا صلّيناها حين ألّفناها. فأحببنا أن نحافظ على طابعها الأول تاركين لكل مؤمن أن يتلوها ساعة يشاء، ويتلو منها ما يشاء.
ستون مزموراً ارتبطت بحياتنا اليومية، بحاجات قلبنا. نقرأها على مهل. نردّدها. نعود إليها كي نغذّي صلاتنا اليوميّة. قد نكتفي بقراءة مقطع صغير. ثم نقرأ مقطعاً آخر. ليس المهمّ القراءة السريعة حتى ننهي الكتاب على عجل. المهم أن نحرّك قلبنا من أجل الصلاة وعاطفتنا للاتصال بالله. وإرادتنا كي تسير مع الله كما طلب الله من ابراهيم أن يفعل: سر أمامي وكن كاملاً. طبّق في حياتك ما تصفيه. وصلِّ ما تريد أن تعيشه. وإلاّ كنت من جماعة الفريسيّين الذين يقولون ولا يفعلون.
ستون مزموراً نضعها بين يدي القارىء. مزامير اخترناها من بين 150 مزموراً. مزامير عرفها المؤمنون وأنشدوها. مزامير وجدت تجاوباً في أعماق قلوبنا فتلوناها واعتبرنا أنها تعين المؤمنين على الصلاة. ويا ليت كل واحد يستغني عنها لكي "يؤلّف" هو صلاة تستوحي كلام الله في المزامير والأسفار الأخرى. يا ليت كل واحد منا يصبح عوداً بيد الله ينشد في أوتاره العشرة جمال الكون، عظمة الله في التاريخ، ألم النفس والجسد، عواطف الإيمان والرجاء. يا ليت كل واحد منا ينطبق عليه كلام الرسول (أف 5: 19- 20): "امتلئوا بالروح، وتحدّثوا بكلام المزامير والتسابيح والأناشيد الروحيّة. رتّلوا وسبّحوا الربّ من أعماق قلوبكم. واحمدوا الله الآب حمداً دائماً على كل شيء باسم ربنا يسوع المسيح".

 

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM