أنت كاهن إلى الأبد

أنت كاهن إلى الأبد
المزمور المئة والعاشر

1. المزمور المئة والعاشر هو مزمور تنشده الجماعة للملك المسيح الذي تنتظره في نهاية الازمنة. قيل أساسًا في داود لما نُصِّب ملكًا، ثم في ملوك آخرين. ولكنه تطوَّر مع الأيام فقرأته الجماعة بحسب الظروف، وزادت عليه عبارات أغنت أفكاره، فاتخذ أبعادًا معاديّة وأضفى على شخصية الملك وظيفة كهنوتية. هل نستطيع أن ننطلق من سفر التكوين (14: 1 ي)، فنتطلع إلى ملكيصادق، الملك والكاهن. هكذا تتوجّه أنظارنا إلى الكاهن الأعظم الذي جمع في شخصه بعد الجلاء المُلك والكهنوت، فنصل إلى داود الجديد، الملك المخلّص الآتي، الذي تحدَّث عنه الأنبياء (إر 23: 5؛ 30: 9؛ حز 34: 23 ي؛ 37: 24 ي).

2. المسيح هو الملك الكاهن في نهاية الازمنة.
آ 1- 2: الله يتوّج ملكه في صهيون.
آ 3- 4: هذا الملك هو كاهن أيضًا منذ ولادته وإلى الأبد. ونتوقّف على التفاصيل.
آ 1 "قال الرب". إن كلمة "نأوم" تعني النغمة والصوت (في العربية: نأمة)... استعمل الأنبياء هذه الكلمة ليدلوا على الطريقة الاحتفالية التي بها سيتكلَّم الرب.
- الرب أي يهوه. السيّد أي الملك (1 صم 22: 18؛ 1 مل 1: 11).
- اليمين مكان الشرف (4: 10؛ 1 مل 2: 9)، أو مكان صاحب الحكم (80: 18). بعض المرّات لا نميّز بين عرش الله وعرش الملك (25: 7؛ 2 أخ 9: 8). ولا ننسى أن قصر الملك كان جنوبي أورشليم، يعني أنه كان عن يمين الهيكل، بيت الله، بالنسبة إلى الداخلين إلى المدينة.
- موطئ قدميك... هذه العبارة مأخوذة من لغة أمراء كنعان عندما يكتبون إلى ملوك مصر كما نقرأ في لويحات تل العمارنة.
- آ 2 عصا عزّتك. نقرأ في إر 48: 17 عن العصا الصلبة والقضيب البهي، وفي حزقيال (19: 11) عن القضبان الصلبة وصولجان السلاطين (2: 9). فالرب الساكن في الهيكل يمدّ من هناك الصولجان القوي للملك، فيعينه على توسيع ملكه كما يقول مز 20: 3: "ليرسل لك (الرب) نصرة من القدس وعونًا من صهيون".
- آ 3: تُرجمت بطرق عديدة. السريانية: شعبك ممجّد. اليونانية واللاتينية: معك الانتداب (لقب كريم)، أي إن الرب انتدب الملك ودعاه. ترجمة الآباء اليسوعيين القديمة: إن شعبك متطوع يوم قدرتك. ترجمة جمعيات الكتاب المقدس: شعبك منتدب في يوم قوتك أي يوم تتويج الملك أو يوم يقود جيشه إلى القتال كما يقول الترجوم. ترجمة الآباء الدومينيكان في الموصل: شعبك يكون ندبًا في يوم قوتك. ترجمة غير مطبوعة: شعبك يلتف حولك طوعًا يوم تقود جنودك على الجبال المقدسة (الجبال بدل البهاء). هذه الجبال تحيط بأورشليم، فهي مقدّسة وعليها تتجمّع الجيوش الملكية.
- صورة الطل أو الندى تدلّ على كثرة المتطوّعين والبركة التي يمثّلون. (133: 3؛ هو 14: 6). ومخرجهم العلوي والسماوي يعني أنهم خرجوا ليلاً كقطرات الندى المنبثقة من بطن السحر.
آ 4: يحلف الرب لملكه كما في المزمور 89: 4- 5: "حلفت لداود عبدي: لاثبتّن نسلك إلى الأبد، ولأبنينّ عرشك إلى جيل فجيل" (89: 36؛ 133: 11).
- أنت كاهن: لقِّب بعض أبناء داود كهنة (2 صم 8: 18). وظلّ الملك يقوم بالوظائف الكهنوتية إلى زمن متأخِّر (2 صم 6: 17- 18؛ 24: 25).
- ملكيصادق يعني إله الصدق (الحق) هو ملكي (رج يش 10: 1= أدونيصادق أي الصدق هو سيدي). يظهر اسم ملكيصادق في هذا النص وفي سفر التكوين (14: 18) ككاهن وملك في خدمة اله الكنعانيين السامي، الاله العلي المالك في أورشليم. فلما احتل داود أورشليم (2 صم 5: 6- 10)، خلف الملوكُ الكنعانيين في حكم هذه المدينة. مدينة الاله العادل (أش 1: 26؛ إر 31: 23) التي سيكون كاهنها صادوق (2 صم 8: 17) حسب رتبة ملكيصادق، كما قالت الترجمة اليونانية واللاتينية. على مثال ملكيصادق، كما قالت الترجمة السريانية (رج عب 7: 15). موضوع الكهنوت الدائم نجده أيضًا في يشوع بن سيراخ (45: 30= تبقى له ولنسله عظمة الكهنوت مدى الدهور) وسفر الكابيين الأول (14: 41: سمعان المكابي كاهن وملك إلى الأبد).
آ 5: السيد عن يمينك. ولكن الملك كان عن يمين الرب (الآية الاولى). يعني هذا الكلام أن الرب يحامي عن ملكه (16: 8؛ 109: 31؛ 122: 5). أو نقرأ السيد بمعنى الملك، ووجوده عن يمين الله يعطيه قدرة على الملوك والأمم. الملك يعمل باسم الله، والله يعمل بيد الملك.
آ 7: يشرب من الوادي. إذا قابلنا هذا المقطع بما ورد في سفر القضاة (7: 1 ي؛ رج 1 صم 14: 24- 31؛ 2 صم 23: 14- 17) نكون أمام طقوس حربية يمارسها الملك العائد من القتال. أما إذا قابلناها بما ورد في سفر الملوك الأول (1: 9، 33- 35)، فنحن أمم طقوس يمارسها الملك يوم تتويجه.
3. يجلس السيّد عن يمين الرب، واليمينُ مكان الشرف. يجلس على عرش، وأعداؤه عند قدميه. هذا ما فعله داود عندما احتل أورشليم وجعلها مركز تابوت الرب. ويفسّر المرتّل كلام الرب في ثلاثة اتجاهات: الهدف الذي سيحصل عليه (امتداد سلطة الملك)، والوسائل التي بيده (جيش متطوّعين تسانده قوّة الملك)، وهيبة الملك الروحية التي تتعدى كونه قائدًا على جيوشه، وتنبع من السلطة الكهنوتية. سيصبح الملك ملكيصادق الجديد الذي به تمرُّ البركات إلى شعب ابراهيم، ومن خلال ابراهيم إلى جميع أمم الأرض. ثم ينطلق الملك من أورشليم، فيحتلّ ينابيع المياه، ويملك في الأمم، ويقضي في صغار القوم.

4. المزمور 110 هو أكثر نصوص العهد القديم ورودًا في العهد الجديد.
لو 20: 42- 43 حوار بين يسوع وعظماء اليهود عن كاتب هذا المزمور، وعن المسيح ابن داود.
مت 22: 44؛ مر 12: 36. داود ملك وشاعر أوحى إليه الروح بهذه الكلمات. بدِّلت عبارة "موطئ قدميك" بعبارة "تحت قدميك" بتأثير من مز 8: 7. رج عب 1: 13؛ أع 2: 34- 35: كل هذا يدلّ على أن المسيح أسمى من داود وأسمى من الملائكة.
جلوس يسوع عن يمين الله أو عن يمين عرش الله يعني صعوده ومجده السماوي. رج مر 16: 19؛ أف 1: 20؛ كو 3: 1؛ عب 10: 12؛ مت 26: 64 (جالس عن يمين القدرة)؛ مر 14: 62؛ لو 22: 69؛ عب 12: 2 (جالس عن يمين عرش الله) 8: 1 (يسوع الكاهن الجالس عن يمين عرش العظمة).
المسيح يرتفع إلى يمين الآب. رج أع 2: 23؛ 5: 31؛ 7: 55- 56؛ روم 8: 34؛ 1 بط 3: 22؛ رؤ 5: 1- 7.
سلطان المسيح (مز 8: 7= جعل كل شيء تحت قدميه). تذكر الرسالة الاولى إلى الكورنثيّين (15: 25- 27) ملك يسوع على الاعداء والرسالة إلى أفسس (1: 20- 22) عرشه عن يمين الله.
الآية الرابعة من المزمور (أقسم الرب) نقرأها في عب 7: 17 بعد إيراد المزمور 2: 7، فيبرّر الكاتب الحديث عن يسوع الكاهن الجديد. راجع أيضًا عب 7: 17، 21.
عبارة "على رتبة ملكيصادق" نقرأها في عب 5: 10؛ 6: 20؛ 7: 11. "إلى الأبد" نقرأها في عب 7: 24- 28.
"على شبه" نقرأها في عب 7: 15. ونلاحظ أن الترجوم قال: جُعلت كعظيم (الكهنة) للجيل الآتي بسبب العدالة التي كنت ملكها العادل.
من هذه النصوص نرى أن الكنيسة الاولى استوحت هذا المزمور، لتبيّن أن يسوع هو المسيح، وأنه ارتفع إلى المجد السماوي، ولتبيّن أن كهنوته كهنوت أبدي. وهكذا نكتشف نظرة شاملة عن مخطط الله الخلاصي الذي يجد قمته في يسوع المسيح الجالس عن يمين الآب في المجد. ونرى أيضًا في هذا المزمور نشيد مجد ملك الملوك ورب الأرباب (رؤ 19: 16) الذي سيظهر للعالم بمجد عظيم ليدين الأحباء والأموات فلا تكون نهاية لملكه.

5. المزمور 110 وصعود المسيح
يبدو المزمور 110 الينبوع الاساسي للاهوت الصعود. والعهد الجديد يطبّق آياته على هذا الحدث من حياة يسوع. قال بطرس في خطبته بعد العنصرة: "كان داود نبيًا فعلم أن الله أقسم له يمينًا أن يقيم ولدًا من صلبه على عرشه. وتكلم عن قيامة المسيح كما رآها من قبل فقال: لم يُترك في الجحيم ولا نال جسده الفساد. فيسوع هذا قد أقامه الله ونحن بأجمعنا شهود على ذلك. فلما رفعه الله بيمينه إلى السماء، نال من الآب الروح القدس الموعود به فأفاضه. وهذا هو الذي ترون وتسمعون. فداود لم يصعد إلى السماء، وهو نفسه مع ذلك يقول: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئًا لقدميك" (أع 2: 30- 5 3).
يشير هذا المقطع بوضوح إلى صعود المسيح على أنه سرّ أنباً به داود في المزمور 110. ونلاحظ أنه يتحدّث عن الصعود بالمعنى اللاهوتي أي ارتفاع بشريّة المسيح في مجد الآب ارتفاعًا يتبع القيامة حالاً، لا الصعود الجسدي الذي تمّ أربعين يومًا بعد القيامة. ونقرّب هذا النص من أف 1: 20- 22: "كشف عن عزته القديرة في المسيح إذ أقامه من بين الأموات وأجلسه إلى يمينه في السماوات فوق كل صاحب رئاسة وسلطان وقوّة وسيادة جعل كل شيء تحت قدميه".
لا شكّ أن المزمور 110 هو في أساس هذا النص الذي يتحدّث عن الجلوس عن اليمين ووضع كل شيء تحت قدمي المسيح. ونجد عبارة الجلوس عن اليمن أيضًا في روم 8: 34، ومرات في الكرازة وفي قانون الايمان. فلا نعجب بعد هذا إن رأينا الآباء يطبّقون هذا المزمور على الصعود. قال يوستينوس: "إن الله أب العالم رفع المسيح إلى السماء بعد قيامته واحتفظ به هناك إلى أن ضرب الشياطين أعداءه. إلى أن كمل عدد المخلّصين الذين لأجلهم أسلم الكون للنار. اسمعوا النبي داود ينبئ بهذه الاحداث. قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أجعل من أعدائك موطئًا لقدميك. فالانتصار على القوى المسماة "موطئ قدميك" هو المجيء وهو نهاية الجلوس عن اليمين والصعود هو البداية.
ونقرأ في 1 كور 15: 25- 26: "يجب أن يملك المسيح إلى أن يضع كل أعدائه تحت قدميه. وآخر عدو يدمّر هو الموت. لأن الله وضع كل شيء تحت قدميه". وهكذا صار "موطئ قدميك" واقعًا حاليًا كما في أف 1: 22 وواقعًا اسكاتولوجيًا. ونقرأ في الرسالة إلى العبرانيين التي تعبِّر عن لاهوت الصعود في إطار دخول الحبر إلى قدس الأقداس بعد أن قدّم ذبيحة التكفير: "أما المسيح فقرَّب ذبيحة واحدة كفَّارة للخطايا ثم جلس عن يمين الله إلى الأبد منتظرًا بعد ذلك أن يجعل أعداءه موطئًا لقدميه" (عب 10: 12- 13). نجد هنا معارضة بين الجلوس عن اليمين الذي يدلّ على ملك المسيح الحالي وموطئ القدمين المنتظر والذي يقابل نصر المسيح النهائي على الأعداء.

6 أ. الآباء الانطاكيون: ديودورس الطرسوسي، تيودورس المصيصي، تيودوريتس القورشي: يشدّد ديودورس على الاسمائية. فمن هو الرب الذي يدعوه الله لأن يجلس عن يمينه؟ حسب تبّاع بولس الشميشاطي وفوتينوس وسابيليوس ومرسيل الانقيري، هو انسان، هو ربنا يسوع المسيح. أما بحسب تلاميذ أريوس وأونوميوس فهو الله الكلمة قبل التجسّد. وبالنسبة إلى اليهود هو ابراهيم، لأن مورد هذا المزمور هو عبد ابراهيم الذي ينقل قولاً من الله يتوجّه إلى معلمه. ويزيل ديودورس التفسير اليهودي كشيء معيب ومضحك، ثم يشقّ طريقه بين الفئتين من الهراطقة. "يجب أن نقول الحق. يشير هذا المزمور إلى ربنا يسوع المسيح الوحيد والبكر. لأنه هو ذاته معًا الوحيد البكر، لا بحسب وجهة واحدة بل بحسب وجهتين مختلفتين. هو البكر حسب الجسد وهو الوحيد حسب اللاهوت. هو البكر لأنه من جنسنا وهو الوحيد لأنه من الله. والامران هما ابن واحد ورب واحد. ويشير إليه المزمور لا بما أنه الوحيد بل بما أنه البكر. فإنه قد نال من الآب أمرًا أن يجلس بما أنه البكر والوارث. وبما أنه الوحيد فهو مساو له في الازليّة وفي المشاركة في العرش لأن له بالطبيعة الكرامة ذاتها والعرش ذاته اللذان للآب".
ويشرح ديودورس آ 3 (من الجوف قبل الفجر ولدتك) على الشكل التالي: "هنا حصر المرتّل الطبيعتين، الجسد واللاهوت في الاقنوم الواحد. قال "من الجوف" فدلّ على ما يليق بالجسد. وقال "قبل الفجر" فمسّ اللاهوت لأنه يعني بالفجر الخليقة كلها. فهو يعني إذن: ولدتك قبل أن تكون الأشياء كلها. وبالاشارة إلى الجسد لمَّح أيضًا إلى التجسّد".
ويسير تيودورس على خطى ديودورس فيتحدّث عن لاهوت المسيح وناسوته دون أن تظهر عنده كلمة الاقنوم.

6 ب. آ 1: قال الرب لربي: اجلس عن يميني. ولادة الرب بحسب الجسد، كلمته الانجيلية، تسلّطه على كل الشعوب، صعوده إلى السماء. هذا ما تعنيه بداية هذا المزمور: "قال الرب لربي: اجلس عن يميني".
"إلى أن أجعل من أعدائك موطئًا لقدميك". من يمكن أن يكون هؤلاء الاعداء؟ يدلّ عليهم الرسول فيعلن: "بعد أن يزيل كل رئاسة وكل سلطان وكل قوّة... ويزول عدوّ أخير هو الموت" (1 كور 15: 24، 26).
آ 2: "عصا عزتك يرسلها لك الرب من صهيون". يريد المرتّل أن يتكلّم عن الكلمة الانجيلية. فبعد أن انتشرت تسلّطت على كل الأعداء.
آ 3: "لك الاولية في يوم قدرتك". يدلّ بهذه الكلمات على يوم الدينونة حين يأتي ترافقه الملائكة القديسون ليدين كل البشر بقدرة إلهيّة. أو على يوم ولادته المسمَّى هو أيضًا قوّة. "لك الاولية". وحتى حين صار انسانًا له السلطان على كل شيء.
"في بهاء قديسيك". لا تعني هذه الكلمة في نظرنا إلاّ أجواق الملائكة القديسين الذين أنشدوا بصوت عال خلال الليلة التي وُلد فيها المسيح: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام" (لو 2: 14).
"من جوفي، قبل نجمة الصبح (الفجر) ولدتك". أنظر كيف يخصّص الأب الوحيد لنفسه الولادة بحسب الجسد. قال الآب للابن: قبل أن يصبح هذا الكون منظورًا وقبل أن يبدأ طلوع نور النهار ولدتك. هذا لا يعني أن لله رحمًا، ولكن لأن الرحم ينجب الاولاد الشرعيين لا الانغال.
آ 4: "أقسم الرب ولن يندم". قسمُ الله هو كلمته وهي تعطي كفالة تامة للذين يسمعونها وهي أهل لثقة كل واحد منهم. ما وعد به وقاله سيتحقّق بالتفصيل. لا يحلف الله كالانسان، ولكن كلمته تحلّ محلّ القسم لأنها تعلن الحقيقة. لا نجد وراءها أية ندامة لأن القسم والوعد يلتقيان.
"أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق". لماذا؟ لأن ملكيصادق لم يُمسح بالزيت مثل هارون. ولأنه لم يقدّم ذبائح بدمائها، بل لأنه حبر الأمم ولأنه بارك ابراهيم بالخبز والخمر.
آ 5: "الرب عن يمينك". "في يوم غضبه سحق الملوك". ما يسميه المرتّل "يوم الغضب" هو يوم الدينونة. في هذا اليوم يغلق الرب في الهاوية على البشر الذين حكموا في الماضي بحيلة من الشيطان، ويسحقهم.
آ 6: "يلفظ الحكم على الامم ويكدّس الخرائب". فالامم التي يتكلم عنها المزمور هي قبائل الشيطان النجس. سيعاقبهم في يوم الدين فلا يرى إلاّ خرائب بسبب الانتقام الذي يمارسه عليهم في طبقات الأرض السفلى.
"يسحق على الأرض رؤوس عدد كبير". لقد قالت أشعيا للرب الكلام ذاته: "سترتوي الأرض من الدم" (أش 34: 7).
آ 7: "من السيل يشرب في الطريق". السيل في الكتاب هو المحنة. والطريق يعني نزول الرب إلى الأرض حيث قاسى الآلام وهو الذي نزل عبر السيل.
"لهذا يرفع رأسه". لماذا؟ لأنه تألم في جسده. وهذه كلمة تحمل المعنى ذاته: "تواضع فصار طائعًا حتى الموت" (فل 2: 8). (أتناسيوس الاسكندراني).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM