المقدّمة

یروي آتاب أستير قصة جماعة یهودیة نجت من حكم بالموت عليها. تدور هذه الأحداث أیّام آان سلطان الفرس یمتد من الهند إلى مصر عبر الشرق الأوسط. وقتها آان قسم آبـير من اليهود المسبـيين ما زالوا في السبـي بعد قرار آورش وسقوط الحكم البابلي سنة ٥٣٩قم، وهناك مارسوا هؤلاء اليهود شعائرهم وعاداتهم الّتي تختلف عن عادات وشعائر سائر الشعوب، ممّا سبب العداوة لهم مع هؤلاء الشعوب. یتحدّث آتاب أستير عن الصراع بـين هامان، وزیر الملك أحشویروش، وبـين مردخاي، الموظف اليهودي. بتوجيه من مردخاي صارت أستير ملكة فارس ونجحت في إبعاد الخطر الّذي آان یتهدد شعبها. فصار اليوم المحدد لإفناء شعبها یوم هزیمة لأعدائها. وذلك اليوم آان عيد الفوریم الّذي یحتفل به اليهود في الربـيع، قبل عيد الفصح. وهكذا في سياق قصة أستير ینكشف لنا أصل هذا العيد. یـبرز آتاب أستير الرّوح الوطنية والرغبة في الانتقام، وهذا ما یصدم القارئ اليوم. أراد اليهود أن یدافعوا عن أنفسهم لكنهم لم یتوقفوا عند حدٍ، فقتلوا أعداءهم. العنف یولد العنف، وهذا یتنافى وروح العهد الجدید. أما شعب العهد القدیم فرأى في قصة أستير مثلاً آخر عن الخلاص العظيم الّذي یهيئه االله لشعبه. 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM