الفصل ١١

سليمان یخطأ إلى الرب (١ :١٢-١٨ :١١أخ٢)

١وأحبَّ المَلِكُ سُليمانُ فَضلاً عَنِ ابنَةِ فِرعَونَ نِساءً غریـباتٍ مِنَ الموآبـيِّينَ والعَمُّونيِّينَ والأدوميِّينَ والصَّيدونيِّينَ والحِثِّيِّينَ ٢ومِنَ الأُمَمِ الّتي عناها الرّبُّ في قولِهِ لِبَني إِسرائيلَ: «لا تختَلِطوا بِهِم، ولا یختَلِطوا بِكُم. فهُم یَميلونَ بِقُلوبِكُم إلى آلِهتِهِم». فتَعَلَّقَ بِهِنَّ سُليمانُ حُبًّا. ٣وآانَ لَه سَبْعُ مئةِ زَوجَةٍ مِنَ الأميراتِ وثَلاثُ مئةِ جاریةٍ، فأزاغَت نِساؤُهُ قلبَهُ. ٤وفي زمَنِ شيخوخَتِهِ مالَت زَوجاتُهُ بِقلبِهِ إلى آلِهةٍ غریـبةٍ، فلم یكُنْ قلبُهُ مُخلِصاً لِلرّبِّ إلهِهِ آما آانَ قلبُ أبـيهِ داوُدَ. ٥وتَبِـعَ سُليمانُ عَشتَروتَ إلهَةَ الصَّيدونيِّينَ ومَلكومَ إلهَ بَني عَمونَ. ٦وفعَلَ الشَّرَّ أمامَ عينَي الرّبِّ ولم یَتبَعِ الرّبَّ بِكُلِّ قلبِهِ مِثلَ داوُدَ أبـيهِ. ٧وبَنى في الجبَلِ الّذي قُبالَةَ أورُشليمَ مَعبَداً لِكموشَ إلهِ موآبَ، ولِمولَكَ إلهِ بَني عَمُّونَ. ٨وآذلِكَ بَنى مَعابِدَ لآلِهَةِ جميعِ نِسائِهِ الغریـباتِ حتّى یَحرُقْنَ البَخورَ ویُقَدِّمْنَ الذَّبائِـحَ لها. ٩فغَضِبَ الرّبُّ على سُليمانَ لأنَّ قلبَهُ مالَ عَنِ الرّبِّ إلهِ إِسرائيلَ الّذي تجَلَّى لَه مرَّتَينِ ١٠وأمرَهُ أنْ لا یَعبُدَ آلِهَةً أُخرى، فلم یعمَلْ بِما أمرَهُ بهِ الرّبُّ. ١١فقالَ الرّبُّ لِسُليمانَ: «بِما أنَّكَ لا تحفَظُ عَهدي ولا تعمَلُ بِفَرائِضي الّتي أمَرتُكَ بِها، فسآخُذُ المَملكَةَ مِنْ یَدِكَ وأُعطيها لِرَجُلٍ مِنْ رِجالِكَ. ١٢لكنِّي لا آخُذُها في أیّامِكَ إآراماً لِداوُدَ أبـيكَ، بل مِنْ یَدِ ابنِكَ. ١٣ولا آخُذُ المَملكَةَ آُلَّها مِنْ یَدِهِ، بل أُبقي لَه سِبْطاً واحداً إآراماً لِداوُدَ عَبدي ولأُورُشليمَ الّتي اختَرْتُها»

أعداء سليمان 

٤وأثارَ الرّبُّ خَصماً لِسُليمانَ هوَ هَدَدُ الأدوميُّ مِنْ نَسلِ مُلوكِ أدومَ. ١٥وآانَ قَبلَ ذلِكَ أنَّ داوُدَ احتَلَّ أدومَ، فصَعِدَ یوآبُ رئيسُ الجيشِ لِـيَدفِنَ القتلى، فقَتَلَ آُلَّ ذَآَرٍ في أدومَ ١٦مُدَّةَ إقامَتِهِ هُناكَ معَ جيشِ إِسرائيلَ سِتَّةَ أشهرٍ. ١٧لكنَّ هدَدَ هربَ إلى مِصْرَ معَ بَعضِ الأدوميِّينَ مِنْ أنصارِ أبـيهِ، وآانَ صَبـيًّا صغيراً. ١٨فتَوَجَّهَ مِنْ مِدیانَ وجاءَ إلى فارانَ وأخذَ معَهُ رِجالاً مِنْ هُناكَ وذهَبَ إلى فِرعَونَ مَلِكِ مِصْرَ، فأعطاهُ بَيتاً وأرضاً وأمرَ لَه بِطَعامٍ. ١٩فلَقيَ هَدَدُ حُظوَةً عِندَ فِرعَونَ، فزَوَّجَهُ أُختَ امرَأتِهِ تَحفَنيسَ المَلِكةِ. ٢٠فوَلَدَت لَه ابناً اسمُهُ جَنوبَثُ، وفطَمَتهُ تَحفَنيسُ المَلِكةُ في قَصرِ فِرعَونَ حَيثُ أقامَ. ٢١فلمَّا سَمِعَ هدَدُ بِمِصْرَ أنَّ داوُدَ ماتَ، وأنَّ یوآبَ رئيسَ الجيشِ ماتَ أیضاً، قالَ لِفِرعَونَ: «دَعني أذهَبُ إلى بلادي». ٢٢فأجابَهُ فِرعَونُ: «ماذا یَنقُصُكَ حتّى تطلُبَ الذَّهابَ إلى بلادِكَ؟» فقالَ لَه: «لا شيءَ، لكِنْ دَعني أذهَبُ». ٢٣وأثارَ الرّبُّ خَصماً آخَرَ لِسُليمانَ هوَ رَزونُ بنُ أليداعَ، وآانَ هربَ مِنْ عِندِ مَولاهُ هدَدَ عازَرَ مَلِكِ صُوبةَ، ٢٤فجمَعَ إليهِ رِجالاً وصارَ رئيسَ غُزاةٍ عِندَما آانَ داوُدَ یُدَمِّرُ صُوبةَ، فذَهَبوا إلى دِمَشقَ وأقاموا بِها وملكوا فيها. ٢٥وآانَ خَصماً لإسرائيلَ آُلَّ أیّامِ سُليمانَ، ففعَلَ الشَّرَّ الّذي فعَلَهُ هدَدُ الأدوميُّ لها، وآَرِهَ إِسرائيلَ ومَلَكَ على آرامَ. 

وعد االله ليربعام (٣١-٢٩ :٩أخ٢)

٢٦وثارَ أیضاً على سُليمانَ أحدُ رِجالِهِ، واسمُهُ یَرُبعامُ بنُ ناباطَ الأفرایِميُّ، وآانَ مِنْ صَرْدَةَ واسمُ أُمِّهِ صَروعَةُ وهيَ أرملَةٌ. ٢٧وسبَبُ ذلِكَ أنَّ سُليمانَ آانَ یَبني مَلو ویُرَمِّمُ سُورَ مدینةِ داوُدَ أبـيهِ، ٢٨وآانَ یَرُبعامُ فتىً نشيطاً، فلمَّا رأى سُليمانُ نشاطَهُ في العمَلِ أوآَلَ إليهِ الأعمالَ المُتوَجِّبةَ على بَني یوسُفَ. ٢٩وفي تِلكَ الأثناءِ خرَجَ یَرُبعامُ مِنْ أورُشليمَ فصادَفَهُ أخيَّا الشِّيلونيُّ النَّبـيُّ في الطَّریقِ وآانَ مُرتَدیاً عباءَةً جدیدةً، وآانا وحدَهُما في البرِّیَّةِ. ٣٠فقَبَضَ أخيَّا على العباءَةِ الجدیدةِ وشَقَّها اثنَتَي عَشْرَةَ قِطعَةً ٣١وقالَ لِـيَرُبعامَ: «خُذْ لكَ عَشْرَ قِطَعٍ لأنَّ الرّبَّ إلهَ إِسرائيلَ یقولُ لكَ: ها أنا آخُذُ المَملكَةَ مِنْ یَدِ سُليمانَ وأُعطيكَ عشَرَةَ أسباطٍ، ٣٢ولَه یكونُ سِبْطٌ واحدٌ إآراماً لِداوُدَ عَبدي وأورُشليمَ الّتي اختَرْتُها لي مِنْ جميعِ أرضِ إِسرائيلَ. ٣٣وأنا أفعَلُ ذلِكَ لأنَّ سُليمانَ تَرآني وسجَدَ لِعَشتَروتَ إلهَةِ الصَّيدونيِّينَ ولِكموشَ إلهِ الموآبـيِّينَ، ولِمَلكومَ إلهِ بَني عَمُّونَ، ولم یَسلُكْ في طُرُقي ولا تَمَسَّكَ بِفَرائِضي وأحكامي وبِما هوَ قویمٌ في نظَري مِثلَ داوُدَ أبـيهِ. ٣٤لكنِّي لا آخُذُ الحُكمَ مِنهُ، بل أُبقيهِ رئيساً آُلَّ أیّامِ حياتِهِ، إآراماً لِعَبدي داوُدَ الّذي اختَرْتُه لأنَّهُ تمَسَّكَ بِوَصایايَ وفَرائِضي ٣٥بل آخُذُ المَملكةَ مِنْ ابنِهِ وأعطيكَ عشَرَةَ أسباطٍ. ٣٦ولابنِهِ أُعطي سِبْطاً واحداً حتّى یَبقى دائماً لِداوُدَ عَبدي رَجُلٌ مِنْ نَسلِهِ یَملِكُ في أورُشليمَ المدینةِ الّتي اختَرْتُها مكانَ عِبادةٍ لاسمي. ٣٧وأمَّا أنتَ فتَملِكُ على آُلِّ ما تَشتَهي نفْسُك وتكونُ مَلِكاً على عشَرَةِ أسباطٍ مِنْ إِسرائيلَ. ٣٨وإذا أطَعتَ آُلَّ ما آمُرُكَ بهِ، وسَلكْتَ في طُرُقي، وعَمِلْتَ ما هوَ قویمٌ في نظَري مُتَمَسِّكاً بِفَرائِضي ووَصایايَ مِثلَ داوُدَ عَبدي، أآونُ معَكَ وأبني لكَ بَيتاً مَلكِيًّا ثابِتاً آما بنَيتُ لِداوُدَ، وأُعطيكَ عشَرَةَ أسباطٍ مِنْ إِسرائيلَ. ٣٩وأمَّا ذُرِّیَّةُ داوُدَ فإنِّي أُذِلُّها لِما فعَلَهُ سُليمانُ، لكِنْ لا آُلَّ الأیّامِ». ٤٠وسعى سُليمانُ إلى قَتْلِ یَرُبعامَ، فقامَ یَرُبعامُ وهرَبَ إلى شَيشَقَ مَلِكِ مِصْرَ، حَيثُ أقامَ حتّى وَفاةِ سُليمانَ.

موت سليمان

٤١وما بقيَ مِنْ أخبارِ سُليمانَ، وأعمالِهِ وحِكمَتِهِ، فهِـيَ مُدَوَّنَةٌ في آِتابِ أخبارِ سُليمانَ. ٤٢ومَلَكَ سُليمانُ في أورُشليمَ على آُلِّ إِسرائيلَ أربَعينَ سنَةً. ٤٣وتُوُفِّيَ ودُفِنَ معَ آبائِهِ في مدینةِ داوُدَ أبـيهِ، وملَكَ رَحُبعامُ ابنُه مكانَهُ. 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM