الفصل الخامس عشر
الكهنوت في العالم اليهودي الهلنستي
ما دُرس بعدُ الكهنوت في السبعينية اليونانيّة إلا قليلاً. لهذا نترك عالم الكتاب المقدس، ونحصر موضوعنا في رسالة ارستيس ومؤلّفات فيلون الاسكندراني.
1- رسالة ارستيس
أ- نظرة عامة
اختلف الشرّاح على تحديد الزمن الدي دوّنت فيه هذه الرسالة. قد يكون بين حكم بطليموس الثاني فيلدلفوس (285- 247 ق م) ويوسيفوس الذي عاش في القرن الأول وذكر مقطعًا من هذه الرسالة في "العاديات اليهودية" (12: 7- 118). ولكن يبدو أننا نستطيع أن نتكلّم عن القرن الثاني ق م. تشير هذه الرسالة إلى حقبة عاشت فيها جماعة اليهود في الإسكندرية حياة سلام مع سائر سكّان المدينة. فالصعوبات والتوتّرات التي يعرفها فيلون غير مذكورة في الرسالة التي توصّلت إلى وحدة شاملة بين انتماء إلى الجماعة اليهوديّة (لا يتنكّر له صاحب الرسالة) وانتماء إلى الحضارة اليونانيّة (لا يريد الكاتب أن يرذله).
إلى من وجّهت الرسالة؟ إلى اليهود أم إلى اليونانيين؟ بل إلى الاثنين معًا. حاولت هذه الرسالة أن تحوز ثقة اليهود الذين ما زالوا يرفضون إدخال اليونانيّة إلى المجمع، وتجعل هذا الترجوم اليوناني (السبعينية) هو الذي يؤخذ به في المجمع دون غيره. وفي الوقت عينه، شكّلت هذه الرسالة نص دعاية من الطراز الأول: يدعو اليونانيين المثقّفين إلى تحسّس جمال الكتب المقدّسة، واكتشاف مضمونها الذي يضاهي أكبر الفلسفات في العالم. وبما أن الكهنوت يحتلّ في رسالة ارستيس مكانًا مرموقًا، نشير إلى النقاط الهامة في هذا الموضوع
ب- الدور السياسي لعظيم الكهنة
جاء الطلب من أجل ترجمة الكتب المقدّسة من محيط الملك (حافظ مكتبة الإسكندرية). ولكن هذا الطلب لا يلبَّى إلا إذا قبل عظيم الكهنة بذلك. ففي أورشليم سلطة أخيرة تنعم بسلطان القرار الذي يؤهّلها لكي تحاور بطليموس في كل هذه القضيّة. وهذا ما يدلّ عليه تبادل الرسائل بين عظيم الكهنة والملك (34- 51). وهكذا لعب ألعازر دورًا كبيرًا في القسم الأول من الرسالة. ردّ على بطليموس. أشرف على اختيار المترجمين (46). قام بالخدمة في الهيكل (96ي)، قدّم عن بلاده شروحًا لمرسلي الملك (110). ودّع المترجمين (120- 127) وشرح الشريعة في أبولوجيا (دفاع) طويلة (128- 171). إنه الرئيس الحقيقيّ للأمّة اليهودية، والملك بطليموس أكرمه بالهدايا (320- 321).
ج- أهميّة الهيكل واليتورجيا
نجد مقطعًا طويلاً يصوّر الهدايا التي بها كرّم الهيكلَ ملكُ الاسكندريّة (51- 83). وبشكل خاص طاولة تحلّ محلّ طاولة المعبد (52ي). وما نسي بطليموس أن يقدّم فضّة من أجل الذبائح (33). وبعد هذا التصوير المستفاض للهدايا، نقرأ وصفًا حماسيًا للهيكل (84- 87) ومستودعاته (88- 91) وكهنته وخدْمته (92- 95) وملابس عظيم الكهنة (96- 99). نشير هنا إلى الروح الشعريّة في هذا المقطع، كما اعتاد الاقدمون أن يفعلوا في وضع خطير وعظيم. ونشير أيضًا إلى الوجه الغامض للمقاطع حول الهيكل والليتورجيا. فكاتب "الرسالة" لم يكن على اتصال مباشر بأورشليم. هو يستند إلى تقاليد كهنوتيّة ويتبع أخبار الحجّ إلى أورشليم.
إن الوسط الاسكندراني الذي عاش فيه كاتب "رسالة ارستيس"، يدلّ على علاقات واضحة مع الهيكل. فيهود الشتات هؤلاء لم يكونوا على علاقات "مباشرة" مع أورشليم. ولكن تقواهم المستندة بقوّة إلى التقاليد الكهنوتيّة، تعتبر الهيكل أكبر اعتبار، وتعطي عنه صورة مثاليّة، وتجعل عليه كل جمالات الماضي وجمالات المستقبل. فاليهودية الاسكندرانيّة تتوجّه طوعًا في تقواها إلى كهنوت أورشليم حسب أكثر التقاليد المعروفة.
د- أهميّة عظيم الكهنة في شرح الشريعة
ويعود إلى عظيم الكهنة شرحُ شريعة اليهود، امتداحها والدفاع عنها. هذه الشريعة التي سوف يترجمها الشيوخ الذين أرسلهم ألعازر، يشرحها عظيم الكهنة أمام مرسلي الملك وحاملي طلبه. عندما ندرك رمزيّة الفرائض، نتذكّر تفاسير فيلون وما فيها من استعارات. فالتأويل الذي جُعل على شفتي ألعازر يدلّ على المواضيع الكبرى في الدفاع الاسكندراني الذي يتوخّى أن يجعل الوثنيين يقبلون بعظمة المثال الديني لدى اليهود. هذا الدفاع الذي يسير بهدوء وسلام، يحافظ على حقّ كل إنسان بأن يكون له خصائصه، مع تأمين مجال التفكير والمناقشة مع الوثنيين. وإحدى النقاط المهمّة في البراهين، هي عبادة الاله الواحد التي يحتفظ بها اسرائيل وحده، والتي يُدعى إليها كلُّ وثنيّ. واسم هذا الاله الوحيد مكتوب "على صفيحة من ذهب وبحروف مقدَّسة" وسط جبين عظيم الكهنة (98).
2- فيلون الاسكندراني
الكهنوت حاضر جدًا في مؤلّفات فيلون الذي كرّس المقاطع العديدة للكهنة والهيكل وشعائر العبادة، للأواني والأشخاص، وللأعياد والذبائح. إن التفسير الاستعاري للفيلسوف الاسكندراني يجد هنا مواضيع مفيدة ينقلها إلى المستوى الخلقي والسيكولوجي والمستيكي (أو الروحي)، بحيث نستطيع القول إن الروحانيّة الفيلونيّة هي روحانيّة كهنوتيّة.
أ- الكهنوت اليهوديّ
في التأويل الفيلوني، مع ما فيه من روحانيّة، نحافظ على واقع الطقوس والفرائض والمؤسّسات. إذا كانت النفس هي المسيطرة، فهي لا تلغي الجسد. لهذا نجد عند فيلون توسّعات عن أورشليم وأعيادها الدينيّة تأخذ بمجامع القلوب. وبين التوسّعات المخصّصّة للكهنوت نتوقّف عند مقطعين نجدهما في "الشرائع الخاصة" و"حياة موسى".
أولاً: الشرائع الخاصة
إن الكتاب الأول (66- 78) يتحدّث عن الهيكل. بيّن فيه فيلون أن الهيكل الحقيقيّ هو العالم. ولكنّ على الأرض هيكلاً وحيدًا هو هيكل أورشليم . ويلي ذلك عرض عن الكهنة وعظماء الكهنة (79- 161). ونضيف إلى كلّ هذا المقطعين 255- 256 اللذين يتعلّقان بتقدمة الكهنة الدائمة. هذا العرض الطويل يقدّم مختلف القواعد التي تشرف على سير عمل الكهنوت اليهوديّ. قبيلة واحدة هي مكرّسة للكهنوت (79). هم وحدهم مؤهَّلون للاحتفال بالعبادة. كهنة "لا عيب فيهم" نفسًا وجسدًا (80- 81). ويصوَّر اللباسُ الكهنوتي (82- 83) كما يصوّر لباس عظيم الكهنة (84-97) في نصّ مشهور. ويعرض بالتفصيل منع الخمر على الكهنة الذين في الخدمة، قواعد الزواج والحداد، الاقتطاعات ومداخيل الكهنة واللاويين.
ثانيًا: حياة موسى
امتلك موسى فضلاً عن صفات الملك والفيلسوف التي عُرضت في الكتاب الأوّل، صفات المشترع وعظيم الكهنة والنبيّ. ويتوسّع الكتاب الثاني في رئاسة كهنوت موسى على الشكل التالي:
66- 140: تعليمات نالها موسى على جبل سيناء (109- 135: ألبسة عظيم الكهنة ورموزها)
141- 158: اختيار الكهنة. عيّن موسى هارون كعظيم كهنة. تطهير الكهنة، لباسهم، رش الذبائح بالدم.
159- 173: اختيار اللاويين: حادثة العجل الذهبي.
174- 177: ثورة خدّام الهيكل.
178- 186: حكم الله في الخلاف.
حين نقرأ هذين النصين في "الشرائع الخاصة" وفي "حياة موسى"، نلاحظ أن فيلون لا يهمل الشرائع الايجابيّة، بل يعرضها بدقّة كبيرة. الحرف ضروريّ بضرورة اجتماعيّة، وهو وسيلة بها نحافظ على الروح محافظة أفضل. فالشرائع تحفظ النفس، كما يفعل الجسد. وهذه النفس لا يني فيلون يطلبها. هيكل أورشليم هو وحيد. ولكن الهيكل الحقيقي هو الكون (حياة موسى 2: 117). كان فيلون مدافعًا كبيرًا عن ديانته، فصالح الناموس اليهودي مع نواميس العالم.
ب- موسى
ينال موسى عند فيلون أعظم مديح. هو صديق الله والبشر والفضيلة. هو النبي ورئيس الأنبياء ورئيس الشعب والمشترع والحبر والملك والملك الكاهن (حياة موسى 2: 67). هو الأول في الوظائف الكبرى التي يقوم بها الملك والمشترع والكاهن والنبيّ. وكل الوظائف تتحد فيه فيصبح الموجّه الكامل لشعب الله (حياة موسى 2: 7).
إذا كان المشترع الكامل هو أيضًا كاهنا، فلأن الديانة التي يعلّمها تُعرض كسرّ يحتاج إلى تنشئة للدخول فيه. فالكهنوت ليس مهمّة ملحقة بموسى. بل هو يعبّر أفضل تعبير عن دوره قرب شعب الله. كان قائد العبرانيين، فوجّههم خلال مسيرة الخروج ككاهن ليقدّم الذبائح (حياة موسى 1: 86- 87). فوظيفة الكاهن الكبرى هي في نظر فيلون التشفّع، وموسى يمارسه في الملء: فهو كرئيس العهد السينائي المتشفّع للجميع (الفضائل، 79). ويتواصل دوره في السماء بجانب الآباء الذين يتشفعّون هم أيضًا.
ج- هارون
إن موسى عيّن داود عظيم كهنة (حياة موسى 2: 141). هارون هو الكاهن (الأعظم) الكونيّ، وهذه الصفة تساعده على التحادث مع اللوغوس. وحين يدخل إلى قدس الأقداس، يدخل الكون كله معه (الشرائع 1: 96؛ حياة موسى 2: 133- 135). وثيابه ترمز إلى البعد الكوني لكهنوته. هارون هو قريب من اللوغوس، ويصبح أكثر اقترابًا من اللغة التي تعبّر،لأن الله دعا موسى ليضمّه إليه: "يتكلّم إليك" (خر 4: 14- 15؛ هجرة ابراهيم 78). جاء هارون إلى لقاء موسى كما "اللغة تلتقي تصوّرات الفكر". إن كهنوت هارون له بُعد شامل، لأنه شبيه بكهنوت اللوغوس الذي هيكله العالم، وكذلك كهنوت عظماء الكهنة في أورشليم من بعده: "بين سائر الأمم، اعتاد الكهنة أن يقدّموا الصلوات والذبائح على نيّة أهلهم فقط وأصدقائهم ومواطينهم. أما عظيم كهنة اليهود فيرفع الصلاة والشكر، لا باسم سلالة البشر وحسب، بل باسم جميع أجزاء الطبيعة من أرض وماء وهواء ونار، لأنه يؤمن (وهذه هي الحقيقة) أن الكون هو موطنه الخاص".
د- اللوغوس
ينال اللوغوس عند فيلون لقب عظيم الكهنة. يتبرّر هذا اللقب كل التبربر إذا تذكرنا أن اللوغوس هو خادم الله، خاضع له. هو رئيس الملائكة والوسيط بين الخالق والخليقة ويفصل الواحد عن الأخرى: "منحَ الآبُ، والدُ الكون، رئيسَ الملائكة، اللوغوس المكرّم، نعمة خاصة وهو أن يقف ليفصل بين المخلوق والخالق. فهو في الوقت عينه المتشفّع بالمائت القلق دومًا تجاه غير الفاسد (أي الله)، وسفير السامي تجاه الخاضع له".
إن دور اللوغوس هذا يجعل من كل وساطة، سواء كانت وساطة موسى في العهد، أو وساطة هارون بالقرب منه، صورة عن الوساطة التي يمارسها اللوغوس في العالم. والتماهي بين هارون واللوغوس مثلاً، يصل إلى حدٍّ معه تذهب الصفات من الواحد إلى الآخر دون عائق. بحيث يسمّى كل من الاثنين عظيم كهنة. يرتدي اللوغوس لباسه مثل هارون ليمارس كهنوته في الكون.
خدمة اللوغوس هي خدمة المتوسّل دون أن يكون له دور سوتيريولوجي. هو يجمع ويؤمّن الاتصال. دوره ليس فقط الدور الكوني، بل هو وسيط عهد.
هـ- كهنوت النفس الفرديّة
وجد فيلون في الكهنوت والعبادة مواضيع تُنقل إلى مغامرة النفس الفرديّة المدعوّة إلى أن تتخلّص من قبضة الأهواء والحواس لكي تصعد إلى الله. ونقلُ المواضيع الكهنوتيّة هذه، لا يلغي التنظيم الكهنوتي لدى الشعب اليهوديّ. لا صراع لدى فيلسوف الإسكندرية، بين إيجابية (وضعيّة) المؤسّسات والعالم الباطني. بل إن تأويله يساعده على العبور من الواحد إلى الآخر. فالولادة هي التي "تصنع" الكاهن، ولكنّه لا يظهر حقًا في خدمة الله إلا بسموّ فضيلته (الوصايا 4: 192). النفس هي في نظر فيلون الهيكل الحقيقيّ. فيها يخدم عظيم كهنة هو العقل الذي لا عيب فيه: "بيت الله الخفي على الأرض هو النفس الغير منظورة" و"العقل المطهّر يفرح أكثر ما يفرح بالاعتراف بأن له سيدًا هو سلطان كل شيء".
و- البعد الكوني لكهنوت اسرائيل
اسرائيل هو في نظر فيلون شعب كهنوتي، ولكهنوته بُعد مسكوني: "الأمّة اليهوديّة هي بالنسبة إلى المسكونة ما هو الكاهن بالنسبة إلى المدينة" (الوصايا 2: 163). والعبادة التي يؤديها اسرائيل لله، فهو يؤدّيها عنه وعن الآخرين. فإن وُجد حكماء خارج اسرائيل تجعل الطهارة من نفسهم هيكلاً حقيقيًا له. فمع ذلك دور اسرائيل الكهنوتي لا يُلغى .هو للبشريّة كلها.
ز- فيلون والرسالة إلى العبرانيين
علاقة فيلون بالرسالة إلى العبرانيين علاقة وثيقة. لا نتوسّع فيها، ولكن نقدّم النقاط التالية:
. الاستعارة في فيلون أكثر من عب. إن عب تترك المكان للتيبولوجيا، للنمطية: كل شيء، كل شخص، كل نظام، يدلّ على المسيح والكنيسة.
. المسيحانيّة غائبة من مؤلّفات فيلون تقريبًا. أما صاحب الرسالة إلى العبرانيين فيرى المسيح في شخص يسوع.
. ملكيصادق هو عند فيلون رمز العقل الذي يمنح الانسان السلام والعدل. "هو اللوغوس الكاهن الذي يكون له الكائن ميراثًا، وتقوم عليه أفكار سامية ورائعة". وتوسّع فيلون مطوّلاً في تك 14. أنشد ملكيصادقُ مأثرة إبراهيم ضد الملوك. في عب، ملكيصادق هو صورة مسبقة عن المسيح، ولكننا نجد نقاطًا مشتركة. ملكيصادق هو كاهن الله العلّي (عب 7: 1) كما عند فيلون. أخذُ العشور في عب 7: 2 يذكّرنا أيضًا بفيلون. وأخيرًا البرهان حول عدم وجود أب ولا أم ولا نسب، يذكُرنا بمقطع مكرّس للوغوس: "لا يستطيع أن يتنجّس لأبيه (العقل) ولا لأمه (الحاسة). فلأنه، على ما أظنّ، خرج من والدين غير فاسدين وطاهرين جدًا؛ والده هو الله الذي هو والد الكون، وأمه هي الحكمة التي بها وُلد الكون.
. أبرز العالم اليهوديّ المتأخّر صورة موسى. وهكذا فعل فيلون. أما في عب، فالمقابلة بين موسى ويسوع تدلّ على سموّ يسوع سموًا لا يضاهيه شيء. وقال سبيك: إن امتيازات موسى، وسيط العهد الجديد، قد رفعها فيلون "بحيث لا نرى ما ينبىء بوسيط العهد الجديد كما هو الأمر في الرسالة إلى العبرانيين"
. هناك لفظتان تستعملان عند فيلون وفي عب. الأولى: الكمال. في نظر فيلون "الكمال" هو معيار الصفة والقيمة ونتيجة صورة الله. الكامل المطهَّر من الأهواء يغتذي من اللوغوس ويصل إلى الكمال الذي يقوم بأن يكون الإنسان بارًا ومرضيًا لله. أما في عب فالكمال هو كمال المسيح عظيم الكهنة. وهو يمنح الكمال للبشر. الثانية هي الثبات. عند فيلون الثبات هو الصفة الأولى للشريعة الموسوية، الشريعة الكاملة وحدها. في عب الثبات هو صفة العهد الجديد.
. استعملت عب موضوع اللوغوس المهمّ جدًا عند فيلون. ولكن شميلتها تلفت النظر بجدتها. كل وجهة المسيح السوتيريولوجية غائبة من اللوغوس الفيلوني. ووجهة اللوغوس الخاضع عند فيلون، لا نجدها في عب بالنسبة إلى الحديث عن المسيح . والتأكيد على أن المسيح هو كاهن ليس نقلاً عن فيلون. ولكن نظنّ أن فكرة عب حول "الكمال" الشخصي للمسيح كعظيم كهنة، وفي دوره كوسيط، قد اغتنت باتصالها بالفكر الفيلوني حول صفات يتبادلها اللوغوس وعظيم الكهنة.