الفصل الثالث عشر
كلام إلى المكتفين بأنفسهم
4: 11- 17
نحن هنا أمام تحريضين منفصلين، جمعناهما تحت عنوان واحد: فالمكتفي بنفسه لا يدين الآخرين، ولا يتعامل مع النميمة والافتراء. والمكتفي بنفسه لا يستند إلى قوّته وماله، بل إلى الله، سيّد المستقبل. فالاكتفاء بالنفس والاعتداد خطيئة نحاسب عليه. نحن أمام رذيلة تبعدنا عن الآخرين، فتجعلنا ننسى الخير الذي نستطيع أن نفعله لهم. وهكذا نصل إلى قساوة القلب عند الأغنياء، التي نتأمّل بها في المقطوعة التالية.
1- لا دينونة، لا اغتياب (4: 11- 12)
في آ 11- 12، ما عاد يعقوب يحرّض المؤمنين على الهرب من البحث عن الملذات وعن الأهواء، على الهرب من صداقة العالم التي تبعدنا عن محبّة الله، بل هو يدعونا ألاّ ندين إخوتنا. يدعونا لكي نتجنّب النميمة والاغتياب اللذين يمسّان الشريعة ويدينانها، وبالتالي يرفضاق سلطان الله كالمشترع السامي.
اختلف الموضوع واختلفت اللهجة أيضاً، فلم نعد على مستوى السخط الذي يرفض وضعاً من الأوضاع، بل أمام التعليم. وهكذا تظهر من جديد لفظة "أخ" بعد أن حلّ محلها لفظة "فجّار" ولفظة "خطأة" ولفظة "ذوي النفسين" (آ 4- 8). ولكن ظلّت صيغة الأمر في الفعل، مع أداة النفي. وهكذا نكون أمام قطعة جديدة. قد نربطها بما سبق فنعتبر أن النميمة (والاغتياب) هي مثل عن الحروب والخصومات التي تسبّبها الأهواء (4: 1- 3). حينئذٍ نكون على حقّ على المستوى النظري، ولكن لا نستطيع أن نكتشف فكر الكاتب.
وقال أخرون إن فكرة الاتضاع أمام الله (آ 10) تطلب منا أن نتواضع أمام البشر فنمتنع عن إدانتهم واغتيابهم. وهناك رأي ثالث يعتبر أن الكلام يتوجّه منذ 4: 1 إلى المتهوّدين الذين يلومون إخوتهم ويعتبرونهم متجاوزي الناموس. فيبيّن لهم الكاتب أن متجاوزي الشريعة الحقيقيّين هم الذين يتخفّون وراء الشريعة فلا يمارسون الشريعة الاساسيّة، شريعة المحبّة. ولكن يبدو أننا لا نربط آ 11- 12 بما سبق إلى حدّ نستطيع أن نضعهما بعد 2: 12- 13 حيث يتكلّم النصّ عن الرحمة.
حين نقرأ العبارة الأولى في آ 11، نظنّ أننا أمام وصيّة باهتة. فلا نستشفّ لدى قراءتها عمق التعليم الذي يلي. فالكاتب يبدو وكأنه يعطي نسخة مبسّطة عمّا قاله حول خطايا اللسان (1: 19- 20، 26؛ 2: 12؛ 3: 1- 12). قال: "لا تغتابوا بعضكم بعضاً" (لا تتكلّموا بعضكم ضدّ بعض) (آ 11 أ). يلاحظ واقعاً (الفعل في الحاضر) يجب أن نلغيه (أداة النفي). فالقرّاء يستسلمون للكلام السيىء للنميمة ضد الغائبين (كاتالالاين: قال سوءاً). كانت التوراة قد شجبت هذه الرذيلة (لا 19: 16؛ مز 50: 20؛ 101: 5؛ حك 1: 11) التي ما زالت حاضرة عند المسيحيين (2 كور 12: 20؛ 1 بط 2: 1) كما عند الوثنيين (روم 1: 30؛ 2 بط 2: 12؛ 3: 16).
أما بواعث التحريض فتدلّ على أن هذه الرسالة تدلّ في الواقع على نتائج خطيرة يجب أن نعيها. "فالذي يغتاب أخاه أو يدين أخاه، انما يغتاب الناموس ويدين الناموس" (آ 11 د). فالاغتياب المذكور هنا يعني أن ندين القريب ونحمّله السوء (مت 7: 1 وز؛ يو 7: 24؛ 8: 15- 16، 26؛ روم 2: 1؛ 3: 7؛ 14: 4- 5). وذلك على المستوى الداخلّي وعلى المستوى الخارجيّ، فنصيب الأخوّة بأقوالنا وأفكارنا.
فالمسيحيّون هم إخوة. وترد لفظة "أخ" ثلاث مرات كي تذكّرنا بهذه الحقيقة. زد على ذلك أن هذه العادة الذميمة تقودنا إلى الكلام على الشريعة بالسوء وعلى إدانتها على أنها ليست في محلّها. لا شكّ في أن الكاتب يفكّر في شريعة المحبّة الأخوية (لا 19: 18؛ مت 22: 39) التي سبق له وذكرها (2: 8). وهو يفكّر أيضاً في مجمل الشريعة الإلهيّة كما أتمّها المسيح (مت 5: 17). فهو يتكلّم عن الشريعة مع أل التعريف (لا شريعة غيرها)، لا عن شريعة من الشرائع التي عرفها العالم الرومانيّ في أيّامه.
فمن دان الشريعة هكذا واعتبرها لا تمارس، وصل إلى نتيجة أكثر خطراً. لهذا قال يعقوب: "وإن كنت تدين الناموس، فلست عاملاً بالناموس، بل أنت ديّان له" (آ 11 ج). ويتابع: "إنما المشترع والديّان واحد. وهو القادر أن يخلّص وأن يهلك" (آ 12 أ). إن هذه العادة السيّئة التي تقوم بأن نغتاب أخانا، ونشجب في الوقت عينه الشريعة التي تعارض هذه العادة، تحوّل تحويلاً جذرياً الموقف الوحيد الذي ينبغي أن نتخذه تجاه هذه الشريعة. نحن لا نبقى محافظين عليها (عاملين بها، 1: 22- 23؛ روم 2: 13)، بل نجعل نفوسنا تدينها فتحافظ عليها أو تلغيها كما لو كنا مكان الله مؤسّسها.
هناك واحد أحد له هذا السلطان: إنه المشترع (نوموتاتس) والديّان. إنه الله. فهو وحده يستطيع "أن يخلّص وأن يهلك". هذا يعني بحسب اللغة البيبليّة: في يده سلطان مطلق على البشر في الزمن الحاضر وفي المستقبل (تث 32: 39؛ 1 صم 2: 6؛ 2 مل 5: 7؛ مز 75: 8). ولا ننسى أيضاً المعنى الاسكاتولوجيّ لهذين الفعلين "خلّص، أهلك" كما استعملهما يعقوب في 1: 21؛ 2: 14؛ 5: 20، كما لا ننسى نظرته إلى المجازاة في الآخرة (1: 12؛ 2: 12- 13؛ 5: 1- 11). وقد جعل نفسه في خطّ التقليد الانجيليّ في معرض حديثه عن خلاص النفس وهلاكها كما في مت 10: 28؛ 16: 25 وز.
وأنهى الكاتب كلامه بسؤال لا يحتاج إلى جواب، لأن جوابه يفرض نفسه، فأبرز صلف الخليقة المائتة (أي نحن) التي تقف في وجه الله الكليّ القدرة "أما أنت فمن تكون حتى تدين القريب" (آ 12 ب)؟ حلّ هنا "القريب" (بابليسيوس) محلّ الأخ، كما في سفر اللاويين المذكور في 2: 18. وهذا ما يؤكّد التلميح إلى شريعة المحبّة الأخويّة (4: 11). هذا النداء إلى التواضع أمام الله نقرأه في روم 9: 20 (فمن تراك أيها الأنسان حتى تعارض الله؟)؛ 14: 4 (أنت من تكون فتدين غيرك؟)، 10 (فأنت إذن، لمَ تدين أخاك؟). رج أع 11: 17؛ خر 3: 11.
في هاتين الآيتين وصل يعقوب إلى قلب هذا المقطع كله حول الدينونة والخصومات والحكم على القريب حكماً يسيء إليه ويحقّره فنحطّ من قدره ونتكلّم عليه بالسوء. قد يختبىء الواحد وراء قناع من الغيرة والتقوى، فيعتبر أنه مهتمّ بقداسة القريب والجماعة كلها. ولكننا نكتشف حالاً أننا أمام قلب نقصته المحبّة، فاعتقد بأنه بارّ. ولكن "برارته" تسيء إلى وحدة الجماعة. وإن من يتكلّم عن أخيه بدون محبّة وهو مستند إلى برّه الخاص، يعارض مشيئة الله. يعارض "شريعة الله الأساسيّة" (لا 19: 15- 18)، بل يرتفع ضد الله ويثور عليه. يعتبر نفسه "المشترع" تجاه المشترع الوحيد. يعتبر نفسه المخلّص. ولكن يأتي تنبيه يعقوب مندّداً: "من أنت حتى تدين أخاك"؟
2- ويل للمكتفين بأنفسهم (4: 13- 14)
ويعلن الكاتب حكماً نبوياً ضدّ نوعين من الناس يملأهم روح العالم والمواقف التي تنتج عن هذه الروح (رج 3: 15؛ 4: 1- 4): اكتفاء لدى بعض التجّار (4: 13- 17). قساوة قلب وأنانيّة لدى الذين شبعوا (5: 1- 6). وتبدأ المقطوعتان بعبارة: "هلمّ الآن". فتدلاّن على متطلّبة الله وسلطانه، هذا الإله الذي يأتي قريباً ويدلّهم على موقفهم وما فيه من جهالة. أما خلفيّة هذا النصّ، فوعي لدينونة الله ومجيء المسيح. ومع أن هذا الانتظار لدينونة شاملة لم يتحقّق بالسرعة التي انتظرها زمان يعقوب، إلاّ أن النداء الذي أطلقه والتحريض الذي وجّهه حافظا على قيمتهما حتى بالنسبة إلينا نحن المسيحيّين اليوم. فنحن العائشون في العالم، لا نستطيع أن نغلق قلبنا عن نداء الله وإلاّ كانت حياتنا كلها فشلاً.
ونتوقّف بشكل خاص عند المقطوعة الأولى (4: 13- 17) فنرى فيها شقيّن. في الشقّ الأول يعلن الكاتب أن الله هو وحده سيّد المستقبل (آ 13- 14). وفي الشقّ الثاني (آ 15- 17) نفهم أن هذا الاكتفاء بالذات هو خطيئة.
تحدّث الكاتب إلى التجّار، لا بكلام تحريض يسنده العقل، بل بكلام شجب يذكّرنا بكلام الأنبياء. زالت لفظة "أخ". وصرنا أمام أناس نسوا الله وصادقوا العالم، أناس أرادوا أن يزاحموا الله في دوره كالديّان، أرادوا أن يكونوا حكماً في حياتهم وفي حياة الآخرين. قال: "هلمّ الآن أيها القائلون: اليوم أو غداً ننطلق إلى مدينة كذا، ونقيم هناك سنة، ونتجر ونكسب" (آ 13).
"هلمّ الآن". عبارة تعود إلى الرواقيين. ولا يستعملها العهد الجديد إلاّ هنا. أما الأشخاص الذين إليهم يتوجّه الكلام فهم التجّار المتجوّلون. إنهم يخطّطون بدقّة متناهية من أجل التجارة (امبوريا) والربح (كردوس). لا ننسى أن الأسفار من أجل التجارة كانت متواترة في العالم الروماني بعد السلام الذي عمّ الأرض والبحر ولا سيّما مع القائد بومبيوس والقرن الأول ق م.
التجّار المذكورون هنا هم مؤمنون، لأن الكاتب يذكّرهم في آ 15 بالاستعداد الذي يجب أن يكون لهم أمام الله. كما يوبّخهم على الخطيئة في آ 17، لأن أعمالهم لا تتوافق مع معرفتهم الدينيّة. هناك الجشع وامتلاك خيرات هذا العالم (1 كور 6: 1- 8). ولكننا نجد تجاراً مسيحيين يعيشون رسالتهم على أكمل وجه مثل ليدية، بائعة الأرجوان، واكيلا وبرسكلة (أع 16: 14 ي؛ 18: 1 ي) اللذين استقبلا بولس وكورنتوس.
لا يلوم الكاتب التجّار لأنهم يستبقون الأمور من أجل التجارة، بل لأنهم يعتبرون نفوسهم أسياداً مطلقة تقرّر ما هو لحياتهم. لأنهم ينسون أن الحياة البشريّة عابرة. "لا تعلمون ما يكون غداً. فما هي حياتكم؟ بخار يبدو هنيهة ثم يضمحلّ" (آ 14). إذن، يصيب النداء أولئك الذين ينظّمون مشاريعهم (آ 13) ولا يتوقّفون عند حياتهم وما فيها من سرعة عطب. إنهم يجهلون ما يكون الغد. لهذا، هم يحتاجون إلى تذكّر موضوع الحياة البشريّة القصيرة كما في أي 7: 7: "حياتي ريح". وفي 8: 9: "نحن بنو أمس ولا علم لنا. إنما أيامنا ظلّ على الأرض". وفي مز 39: 6: "جعلت أيامي أشباراً، وعمري كلا شيء أمامك. إنما كل إنسان باطل" رج 49: 13؛ 102: 4، 12؛ 144؛ 4؛ أم 27: 1؛ حك 2: 1 ي؛ 5: 9- 14.
ويطرح الكاتب عليهم سؤالاً: فما هي حياتكم؟ انتم الذين لا تعرفون ما تكون حياتكم في الغد، فما هي حياتكم؟ الحياة هي كالظلّ والبخار (اتميس). في 1: 10- 11 شُبّهت بعشب الحقل الذي تحرقه شمس الصيف. وأشارت الأسفار الحكميّة إلى الفكرة عينها مستعملة صور الدخان والنسمة والظلّ والغبار. وقد يكون الكاتب تذكّر مثل الغني الجاهل (لو 12: 13- 21) الذي تطلّع إلى مشاريع عديدة ولكن نفسه أخذت منه في تلك الليلة.
3- الاكتفاء بالذات خطيئة (4: 15- 17)
قد لا نكون أمام أشخاص معروفين داخل الجماعة، فدعاهم الكاتب إلى التوبة. بل نكون أمام مثل صوّر فيه يعقوب جنون المقتدرين المعتدّين بنفوسهم. فمن لا يحسب حساب الله، وينسى أنه مائت، فهو مجنون. ومن خطّط المشاريع متجاهلاً الله وأحسّ أنه بأمان في هذا العالم، هو جاهل وينسى خبرة البشر بالنسبة إلى المستقبل.
لهذا، يجب أن نتّكل على الله، ونخضع لإرادته القدّوسة ولعنايته في كل شيء. فهو يعرف كل شيء، وهو يستطيع أن ينجّينا من كل اتّكال كاذب على نفوسنا. فنحن نعرف، حين نخضع لإرادة الله، أننا في أمان، في حمى من يهتمّ حتى بشعر رؤوسنا (مت 6: 25- 34). ونعرف أن كل شيء يؤول إلى خلاصنا (روم 8: 28).
وهكذا قال يعقوب لهؤلاء التجّار بأن لا يتّكلوا على نفوسهم، بل يخضعوا حياتهم ومشاريعهم لإرادة الله. "فهلاّ تقولون بالحري: إن شاء الربّ سنعيش ونفعل هذا أو ذاك" (آ 15). إن عبارة "إن شاء الله" نجدها في العالم الروماني واليونانيّ. كانت تعتبر "محطّ كلام" كما في أيامنا. كما كانت تعبرّ عن خوف من الآلهة ونزواتهم، فينحسدون من سعادة الانسان. لا نجد العبارة كما هي في التوراة، بل شيئاً يشبهها يدلّ على الثقة بالعناية الإلهيّة. نقرأ في أم 19: 21: "في قلب الانسان مشاريع كثيرة، لكن مخطّط الله هو الذي يتمّ". وفي 1 كور 4: 19: "لكني سآتيكم قريباً إن شاء الله". رج 16: 7؛ فل 2: 19- 24؛ روم 1: 10؛ عب 6: 3؛ أع 18: 21. نجد في كل هذا، الخضوعَ التام للربّ أو يسوع المسيح.
"ولكن لا": فهؤلاء التجّار المسيحيّون يتجاهلون هذه الحكمة البشريّة. "تفتخرون في صلفكم. وكل افتخار كهذا إنما هو شّرير" (آ 16). نستطيع أن نفتخر بالربّ (روم 15: 17)، لا بنفوسنا. نستطيع أن نخطّط حياتنا وتجارتنا، ولكن مع العودة إلى الربّ. قد يكون وصل إلى مسامع الكاتب حالات ملموسة، فكتب إلى الجماعة ليبعد عنها عدوى هذا المثل السيّىء. أما هكذا فعل يسوع في مت 23 حين كان قاسياً مع الكتبة والفريسيين؟
ويأتي في النهاية قول عام يحدّد الحكم على هؤلاء التجّار. "فمن عرف أن يعمل الخير ولم يعمله، فعليه خطيئة" (آ 17). قول مستقلّ عن سياق الكلام. قول لا نجد فيه اللوم بل التعليم الهادىء. ونحن نستطيع أن نجعل هذه الآية مثلاً بعد 1: 25 أو 2: 26. أما موضوعها فهو العبور من معرفة الواجب إلى تحقيقه. هذا ما سبق يعقوب وقاله حول ضرورة العمل (1: 21 ي)، حول الايمان والأعمال (2: 26). مثل هذا القول هو تعليم تعرفه الفقاهة المسيحيّة الأولى. ونحن نقرأه في لو 12: 47- 48؛ يو 9: 41؛ 14: 17؛ 15: 22، 24؛ 1 كور 15: 51؛ غل 3: 19؛ روم 3: 20؛ 4: 15؛ 15: 20.
خاتمة
بين الاكتفاء بالذات والاتكال على الله، المسافة شاسعة. كم هم أهل للشفقة هؤلاء التجّار الذين يتبجّجون بمشاريع يقومون بها من أجل ربح سريع! يا ليتهم يتّكلون على الله، ويجعلون حياتهم في ارادته، وأعمالهم في عنايته. يا ليتهم يفتخرون بإيمانهم الذي هو الغنى الحقيقيّ، لا بمالهم الذي هو غنى عابر. يا ليتهم يربطون حياتهم بإيمانهم. فيصبح هذا الإيمان إيماناً نشيطاً وفاعلاً. فنحن لا نحصل على الخلاص إلاّ إذا عشنا ما نؤمن به، إلاّ إذا جعلنا ذاتنا وكل مالنا في كنف عناية الله.